ترامب .. عراقياً

fatih new 2016-11

توقيع 

فاتح عبد السلام

ترامب .. عراقياً

مهما تشتت الانظار لتلاحق حركات وسكنات الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب مابين قرار الخروج من منظمة التجارة الحرة وترك ١٢ تواجه وحدها الصين ،أو صب اهتمامه على توجهات كوريا الشمالية والاحتكاكات المرعبة في آسيا حيث الحليفان التقليديان اليابان وكوريا الجنوبية في موقف لا يحسدان عليه في مناخ التصعيدات النووية ، الى حثه على مزيد من انفراط عقد الاتحاد الاوروبي بعد خروج بريطانيا ، الى الموقف من الاسلام الراديكالي و موجات الهجرة ، وسواها الكثير، غير ان مربط فرسه الجامحة هو الشرق الاوسط المشتعل الى حد التفحم والتفسخ في بعض الأمكنة . وهنا أشير الى العراق تحديداً ، قبل سوريا المدمرة .
العراق هو الآن حصيلة ما فعل به الجمهوريون في زمن جورج بوش الإبن ، وهو ميراث سيء لترامب لايمكن أن يتجاهله . وبلغة الربح والخسارة التي يتحدث بها الرئيس الملياردير ، فإن الحسابات ستظهر خلاً جسيماً في ميزان المدفوعات الامريكية في العراق منذ احتلاله قبل أربعة عشر عاماً، وكان الدفع دماً من شرايين الجنود ،وانتشاراً للمنظمات الارهابية المعادية للأمريكيين ، وضياعاً لهيبة الدبابة الامريكية التي كانت تتدفق على ساحات السكراب بكثافة بعد تدميرها ،وفرصاً أقل لعمل الشركات الامريكية التي لم تعد أرض العراق مكان الحلم الاستثماري الخصب على ضفاف الماء العذب والنفط النقي قليل الكبريت.
هل ينهي ترامب الاستثمار السياسي والعسكري والاستراتيجي في العراق الذي هو القبلة الامريكية الحيوية الأهم له في الشرق الأوسط ، ويعود ادراجه من دون تصحيح المسار لتعديل كفة الخسارة\ الامريكية المستمرة في هذا البلد ، حيث انتجوا فيه انظمة سياسية تساعد على كراهية الامريكيين ولا توفر لهم أماناً لقيام استثمارات في الاقتصاد أو العسكر، ولولا ظهور تنظيم داعش وتهديد رؤوس المنطقة الخضراء لكانت النتيجة أسوأ على نحو مريع لواشنطن من حيث بناء علاقة مع حليف (مفترض) اسهمت في وضعه على سدة الحكم .
ترامب لا محالة سيضطر ان يتغاضى عن أولوية ملفات عدة من أجل مواجهة الملف العراقي ،ميراث بوش السيء في أبسط توصيف .

مشاركة