تجاوزت السبعين من عمري

تجاوزت السبعين من عمري

 وانا ما زلت في ذاك السجن القديم الوذ بظهري المنحني ولحيتي البيضاء الصوفية . لا افقه سوى صوت حارس البوابة عند صراخه جاء امر السجن وكأن امر السجن ملاك من الرب جاء ليقبض ارواحنا عندما يفتش زنزاناتنا . كنت قد عينت في السجن امينا للمكتبة وقد امضيت الخمسين عاما من فترة سجني وانا اقرأ كتباً لا نفع منها سوى الضجر وبؤس الحال بقيت على هذا حالي الى ان انقضت فترة الخمسين عاما من حكمي لكني للحظات لثوان لم اعد اريد الخروج من تلك الحالة العفنة ففي كل حائط ذكرى رسمت على مدار تلك السنين و في كل زنزانة صرخات لا متناهية لاصدقاء حالهم كحالي وفي كل رواق ضرب مبرح من قبل ذاك الحارس المزري ، لقد اعتدت على تلك الحال وارفض ان اخرج من القفص للقاء الدنيا من بعد ما طلقتها ثلاثا لكن ليس في اليد حيلة

خرجت وانا لا افقه في الدنيا شيئا

لا صديق ولا قريب تائه وحيد وكئيب كأني طير فر من سربه لا يجيد سوى التذمر مع وظيفة تحت امرة شاب عمره اصغر بكثير من عمر السنين التي قضيتها في السجن رفضت ذاك كله وحان وقتي لانتفض ضد ازدراء تلك الدنيا التافهة تلك الحياة العقيمة

حان وقت انتقامي من ذاتي وارتداء افضل بدلاتي للقاء رب المنجدات

نعم يا سادة ها انا ذا اعلن اعدام نفسي شنقا حتى يخرج مني اخر نفس لا يعشق حريتكم الممزوجة بحب الذات

الى لقاء قريب عند رب حبيب

علي سلومي – بابل

مشاركة