تاريخ تسعة نيسان
مرت علينا ذكرى أليمة وموجعة وفاجعة مزقت عروبتنا وحضارتنا وهزت كبرياءنا ومشاعرنا الا وهي احتلال بغداد والتي ما زال العراق يمر بسببها بمفترق طرق وفي حافة الانهيار بين أنياب الإرهاب وتكالب الكلاب وسلب قوت الشعب وفقدان الأهل والأحباب ذكرى احتلال جميلة الجميلات على يد برابرة وهمج رعاع من امريكا وحلفائها , ليسوا اسوأ من حكم دكتاتور متزمت متعنت يعيش في حالة ترف ورفاهية في بلد غني بالثروة في مقابل جوع وعوز وفقر أبناء الشعب , بسقوط بغداد سقطت كل القيم والأخلاق والمبادئ وانهارت حضارة بلاد مابين النهرين .
لا تتطلعوا للتاريخ احتلال بغداد فان ذلك مخجل ومخز ومعيب لمدينة سقطت عدة مرات و هي في اوج ازدهارها وثقافتها وعلومها ومعارفها لكن عندما يكون الحاكم ظالم ويعيش في ترف مع حاشيته ومريديه فان الله عز وجل يرسل إليهم اضعف وأقذر خلقه ليبيدهم كما إرسل إلى نمرود البعوض والى أقوام أخرى القمل والجراد والرياح والحجارة , بغداد لم يمر عليها يوم بلا احتلال فـهولاكو حاصرها وضربها بالمنجنيق وقتل جميع رجالها ولم يخرج منها مرغماً الا ان طلعت ريحتها الكريهة من اشلاء القتلى في الشوارع وبعد هولاكو عاد حفيده تيمورلنك ليعيث في الارض فساداً مرتين واستمرت بغداد بالسقوط بين حين واخر أربعة عشر مرة , لا نعرف لماذا بغداد تحتل كل هذا الاحتلال ماذا جنوا من تلك الاحتلالات ؟؟ .
بذكرى الاحتلال استيقظت الامة العربية على هذه الفاجعة وسط حالة من الذهول و بالبكاء والعويل ولم يستيقظ ضمير حكام العرب الذين ساهموا وشاركوا مع المحتل في احتلال بغداد , قتلتهم بغداد بجمالها قتلتهم بغداد برونقها قهرتهم واذلت كبرياءهم فاغتصبوها العرب قبل الغرب ، أرادوا ان ينهوا العراق العظيم الجاثم على صدورهم وما زالت أيديهم ملطخة بدماء العراقيين خيانة عظمى لوطن بأكمله ، ما بين احتلال بغداد في الامس وسقوط بغداد اليوم هل سيستمر مسلسل سقوط بحلقة اخرى ؟؟ ، اعتادت بغداد ان تسقط ما دام حكامها متخمين بالنعيم و رجالها اقوال بلا افعال لا نقول اشباه رجال كقطعة الفوار يثور وينهار , اختم هذه السطور المخضبة بالجراح بهذه الابيات الزهيرية عن سقوط بغداد بتاريخ تسعة نيسان:
هامات الرجال بعلو بوكت السقوط أسقطت
وأخلاق بعض الربع مدري اشبلاهها أسقطت
يا ريت أم النذل بأول حملة أسقطت
من چان قطعة لحم بأول شهور أربعة
يا حيف باع الوطن بثلث اورگات أربعة
خلى جرح بالگلب بتاريخ تسعة أربعة
وحتى طفلنة بچه يوم بغداد أسقطت
برزان حامد السرحان