بطــاقة تهنئـة – نصوص – شادية السعيد

بطــاقة تهنئـة – نصوص – شادية السعيد

ذات ليل هطل المطر على نافذتي فاغرق كل حروف الكتاب ولم يبق غير الغباء يضرب شجر التفاح فمن ياتي مسرعا ومن يعود منصرفا بالهزيمة من خلف الباب اراقب كل الاشياء الممنوعة من المرئيات فاعود اندمج مع افعى تنتصب للشر على ايقاع اسلوب كلاسيكي فى ذلك المخزن القديم ارى فارساً ينقل غبار الثلج فى عمق النار فى مساء ثلجي تنكمش الطيور بالهواء حالمة بالدفء بالحنان ام انها خرافات الخريف طارت فى داخل الشباك المكسور تسالني عن الحب وعن قصص العشاق كم رومانسية – جيهان لديها مخزون من اوراق البنفسج تعطر بها بطاقة معايدة من برهان – نعم كان زميلي فى الكلية وكان رائعاً فى اسلوب النقد وسرد القصص ومحاروة الاذكياء مثقف يجيد ترانيم التدليل لايذوب في العواطف يؤمن بالعقل معطر باللطف قلبه صافي لكنه فقير الحال يملك تراثاً من القيم اصاب التفكير عندما غادر البلاد وتركني من اجل المال رحل مع سفن الراحلين بعد ان جلس اصبح  عاطلاً  يلعب فى ساحة الفراغ العقلي والذهني اتذكر عندما اطال الصمود امام عيناي وهو الضاحك الباكى يعزف الانشودة الاخيرة قبل الرحيل !الى قاع الضباب بعد رفض والدي له بحجة من اين وكيف وكم رصيدك والزمن لايعود الى الوراء رفض ابي ان اسافر معه ولم يقامر بالانتظار ونسي ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم وخسر نفسه نعم كان هوكل نفسي مازلت احتفظ بصورته الى الان رغم زواجي من -فاضل – رغم عني منذ محاولة الانتحار وشاع عني اني لا اريد الزواج من اجل علة بالماضى القديم وحلم المراهقة والحب الاعمى وكثيرا من الاشاعات فاصبحت – جسداً بل روح وعاء يلبى الشهوة والشذوذ الجنسي – لرجل بل قلب يتباهى بالخيانة وكثرة المال وكل يوم يكشف انيابه وانا اتحلى بالصبر لدي خمس اطفال منه يرغب دائما انت تكون الجارية تنجب الاطفال بل هو لايراعي حالتي الصحية ولايهيم بي الا في مخدع المساء – لم اعرف طعم للراحة ولامعنى للحياة الزوجية فهو لايميز بيني وبين الثلاجة مجرد قطعة اثاث تزين البيت يسهر خارج البيت ولايعود الامع بزوغ الفجر وانا اتعبنى الغوص في براكين المطر اريد الطلاق اريد الخلاص لو بالهلاك – لكن الاطفال ستغرق فى سطح الماء.

فاين اذهب هل اظل جارية من اجل الاطفال وربما ينعكس الحريق الناتج من الذل على تريبتهم هل اصبر هل احطم صورتي واتظاهر بالخيانة لكى يطلقنى هو يمنع عنى اللآوكسجين ويبرمج التليفزيون على النهاية وروح الغيرة لن تشتعل الا من اجل الكرامة فهو ضد الكسر لقد جرفني الى رائحة البفسج وكتابي القديم وحرفي السابق النابض بالحب الطاهر النافذ من شرفات الياسمين – اصبحت في قفص الحنين للماضي ساصل الى نقطة النهاية والاطفال في حضانتي ومرت السنين وانا ارتب نفس الكتاب واشم بقايا العطر الذابل وعاد برهان من سفره والتقينا صدفة في محل لبيع الزهور واشتريت انا زهرة البنفسج وعلمت انه يجهز لعيد ميلاده فارسلت له بطاقة تهئنة عادية غابت فيها الرجفة والرغبة ماتت الاشواق و انتهت المشاعر عندماعادت زوجته هي والاطفال من الخارج توقع معه بالرد على تهاني عيد ميلاده اشكرك زميلتي العزيزة على تهنئتك الرقيقة ومشاعرك النبيلة واسحمي لي ان ابادلك بمثلها بكل صدق وروح المحبة والزمالة والصدق والاحترام نعم انه صادق مازال المطر يهطل وربما الافعى فى الحديقة حقا انا من غرقت وضاع الاطفال لم يشعر بي اصلا انا كنت اتسلى بنفسى كنت لزوجي جسداً بل روح احب غيره وهو يدرك قسوتى من فتور مشاعري تبا لهذا القلب لم يكن حكيماً بالنسيان لم يفك سحر الحب الاول ويمحو طلاسم الغفلة من العنوان افرط فى التكلف واصبح العقل خير واعظ وبرهان.