بالأمس داعش واليوم الرايات البيض
انتهت دولة الخلافة الاسلامية , ولكن ليس بوسع احد اعلان نهاية داعش او تنظيمات شبيهة بداعش فرغم ان مطاردة بقايا هذا التنظيم الارهابي لازالت مستمرة الا انه ظهر تنظيم جديد باسم ((الرايات البيض)) تنظيم ارهابي مسلح في المناطق الغربية والشمالية الغربية بشكل قد يقل او يزيد التنظيم يحمل رمزا” هو راية البيضاء يتوسطها رأس اسد هذه المرة دون استخدام اي رمز ديني وكان رد فعل الناس على هذا التنظيم وكما هو متوقع هو الاسى وفقدان الصبر والشعور بالجزع ومتى يمكن لنا العيش بأمان ؟ هذه أسئلة تملك حقانية وشرعية وستحتاج الى أجوبة … اذا” ما هي الارضية التي ولدته وما هي الارضية التي يمكن ان تقضي فعلا” على منبع هذه التنظيمات الارهابية والحقيقة ان ما يجري الان ان يدل على ان هذه التنظيمات الارهابية تتولد وتتفرخ واحده من الاخرى …
وهنا وعند مراجعتنا ظهور داعش ممكنا” وهو ظهور نوع جديد من (( الدولة )) تقوم اقتصاديا” على اساس النهب والسلب والفساد لثروات المجتمع والتي أعطوها اسما” هو (( المحاصصة )) دولة احزابها ودوائرها ونوابها اكتسبوا خبرة ما فيويه في سرقة المال الذي من المفورض ان يكون (( مال عام )) دولة تتمحور كل أيديولوجيا” حول (( حماية المذهب )) دولة تحتمي بقوة المليشيات ..دولة تدعمها الفتاوي الدينية دولة تتنصل من كل مسؤوليات ايجاد المجتمع لافرص عمل ولاصحة لا كهرباء لا تعليم يطلقوا عليه اليوم اسم (( الخصخصة )) رغم كل المليارات التي يدرها بيع النفط وتحميها سياسيا وعسكريا” بحكم الاحزاب المليشياوية اذا” فما الي ينقص (( المذهب الاخر )) من ان يدخل مسلحا” من اجل الحصول على ذات المنافع في هذه الدولة .. من الذي يجلب داعش والرايات البيضاء هو الاقتصاد وهو المنافعة للحصول على الثروات والسلطة في اقتصاد مجتمع يعيش اغلبية في عطالة عن العمل وما يعرض امامهم للحصول على مكسب للمعيشة في ظل تعطيل صناعي وزراعي وهو الانخراط في المليشيات فتحت طائلة الفقر والجوع ينخرط في مليشيات باحثين عن راتب شهري او ضمان تقاعد لاسرته في حالة موته … داعش لم يظهر كتنظيم جرى تمويله من الخارج بالعكس بحث عن تمويله من الداخل ولم يكن محاربا” بالنيابة عن جهة وليسوا مرتزقة لاحد ولم ينقصهم (( مذهب )) بل من اجل ان تكون لهم حصة في هذا الاقتصاد الجديد والذي ظهر ما بعد 2003 والذي تتكون اركانه من السلب والنهب وسرقة المصارف من المتنفذين عليهم في (( ولاية بلاقانون )) كما يشكلوا دولة خلافتهم الاسلامية عن ثلث اراضي العراق … شكلوا مليشياتهم وقاموا بتجنيد الشباب ونشب الرعب والخوف بحثا” عن اجور ومنافع او عن ايمان وعقيدة … ان الصراع عن السلطة والثروة والمال وموارد النفط ما يمكن تحت اسم وخلف تاسس الدولة الاسلامية وربما تتعقبة الرايات الخضر والسود او البيض … وهنا السؤال يطرح نفسه بدلا” من التفاهات والتململ وفقدان البصر والشعور بالجزع الى متى نبقى هكذا … ؟؟؟
ومن اجل تاسيبس دولة غير دينية غير قومية غير طائفة كسبيل وحيد كفيل بحقن الدماء وانهاء مسلسل الدم على اساس الهويات وانهاء سلطة الاسلام السياسي وهو الكفيل يوقف النزيف وبذلك نحمي البشر في هذه الرقعة من مسلسل الموت وتبدأ المحاسبة من سراق الشعب والمصارف التي سرقها المتنفذين لدعم الارهاب .
صلاح الحسن