بارزان
إلى الصديق العزيز الفريد سمعان
سبتي الهيتي
وكأني بها البارحة
وكأن السفوح المطلة
من كردمند قدامنا الان..
تستقبلنا، الان
وتصافحنا، واحدا، واحدا.
فنرد عليها السلام
فتبتسم الشمس،
في شجر الحور
وتلهج في طيبها،
عاليات الجبال
لتقول تعال تعال
وعلى صفحة من بياض الثلوج على السفح
كانت البلابل تقرأ
شعرا لكوران في الحب،
وترسم في الافق الازرق
قوسا من النور والارجوان
ويصغي الزمان. لصوت الزمان..
الى الكلمات العذاب
وهي تلقي على النار
حكمتها الازلية، وهي تقول:
يا جبال.. لن يكون الشمال
جميلا بغير الجنوب
او يكون الجنوب مهيبا، بغير الشمال
فتعال تعال
ثم نمضي، ونمضي الى ما نريد
بالنشيد الجديد
فالمكان الذي قد
قصدناه نفس المكان
والطريق الذي قد سلكناه نفس الطريق
غير ان البريد الرقيق
قد تاخر يا صاحبي، بعد فقد الامان
والمدينة قد خذلتها العهود
فمن ذا ترى
ينقذ الابرياء؟
ومن يمسح الدمع عن اعين الامهات
فالبلابل تحبس انفا
سها
كلما فزز الطفل في
المهد صوت انفجار!!
وعلا في الشوارع وجه الدخان!!
فاشهدي يا ذرى بارزان
اننا لم نزل في الطريق
ولان الطريق بغير امان
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه
وايقن انا راحلان لقبرا
فقلت له لا تبك عينك انما
نناصر شعبا
او نموت فنقبرا