ثقافي بغداد يضيّف 68 لوحة واقعية
الهيتي: بين يدي الأم أضع ألوان فرشاتي – فنون- ياسين ياس
عرفته منذ سنوات طويلة بانه فنان يعيش غمرة الرسم في كل لحظة وكثيراً ما اجده تائها في لجة تخيله وكأنه يريد الامساك بلحظات شروده.. وحين وجد في الرسم ملاذاً يأويه او فسحة تسمح له بالتجوال في عالم آخر.. فأنه آثر ان يسكن هذا العالم الملون وبكل جوارحه وكل مشاعره.. كان يؤمن بأن مصادر الفن هي ذاتها مصادر الأحزان انه الشاعر والتشكيلي العراقي سبتي الهيتي.
برعاية محافظ بغداد علي التميمي وعلى قاعة المركز الثقافي البغدادي افتتح وزير النقل الاسبق عامر عبد الجبار برفقة النائب فوزي اكرم ترزي المعرض التشكيلي للفنان سبتي الهيتي ضم المعرض 68 لوحة ترمز الى تراث مدينة هيت وتنوع الحياة في مدينة هيت مرتبطة بالماضي والحاضر جزء متمم للماضي والماضي هو الذي بنى الحاضر.. العراقيون شيدوا النواعير 6 أمتار ليرفعوا الماء من الفرات لسقي النخيل هم بناة الحضارة الاولى.وفي كلمة للنائب فوزي اكرم ترزي قال (خلال هذه الزيارة للمعرض لمسنا دليل الصلة بالارض ووفاء لهذه المدينة التي انجبت اطفالاً كالسنابل ورجالاً كالنخيل رجال دولة وقامات في مجال الثقافة والفنون).
التشكلي سبتي الهيتي قال (بين يديك ايتها الام الملهمة) اضع الوان فرشاتي وجمال الوانها واستسقيها من جمال بهائك ايتها الساكنة في القلب وعلى ضفاف الفرات منذ الازمان البعيدة سيدة بدوية اسمها وارد في كتابات السومريون.. ولأنك كنت الابهى والاجمل بأسوارك وشواطئك الجميلة وبالخندق الذي حفره الملك شابور ليملأه بماء الفرات اذا ما داهمك الغزاة فأنت حاضرة المجد.. وانت معروفة في العصر العباسي ببساتين النخيل والكروم ليذكرك في اشعاره كل من المعري وابي نؤاس والمتنبي.. فأليك من كنت العطاء هذا العطاء واليك من انجبت للقرن العشرين علماء في الهندسة والطب امثال مهدي حنتوش وتحرير وثابت وفي الفلسفة والفقه امثال مدني صالح وعبد الملك وصبحي عبد الغفور وفي الشعر نخبة متميزة ممن يلهجون كل يوم بأسمك في كل سانحة.
صلاح عباس رئيس مجلة تشكيل قال (ما الذي ينبغي ان نقول في رجل صهر عمره في بوتقة الفن والادب وعاش كل لحظاته بين الالوان والكلمات والمعاني الممجدة للأنسان.. انه سبتي الهيتي هذا العاشق المهذب كالفرسان او انه بقية خميرة نقية لا لشيء الا لأعادة نسغ الحياة ومن منطلقات نبيلة وراقية وهذه المرة تملك الفنان جناحان من الفضة وحلق من خلال الفن في عالم اخيلته ليستجلب بقية اشياء عبارة عن شذرات تلمع على الواح الذاكرة الذهبية.. والفنان الهيتي رسم خارطة لتحليقه في المدن الفقيرة والاحياء الشعبية ببيوتها المتلاصقة وحركة الناس الهادئة رسم حميمية الذكرى في نفوس البشر المفعمة بالأمل والاشراق ورسم ابوابا تنطلق كلمات سرية وجدران طبعت بصمات المحبين) واضاف (ان المتلقي لاعمال الفنان سبتي الهيتي يجد نفسه بمواجهة زخم الابداع الذي لا تحده حدود ومن الجوانب الادائية والفنية والتقنية فأن منجزه حافل بالتجديد المتميز لانه مستوف لشروط الفن وقواعده الحسية ويمكن ان يضاف الى العطاءات الجديدة في المشهد التشكيلي العراقي المعاصر وبجدارة).



















