الناقد الأدبي..عدته وأدواره
ضمد كاظم وسمي
يمكن القول ان الناقد الادبي ليس عليه ان يكون اكاديميا فحسب ولا ان يكون فنيا فقط .. بل عليه ان ياخذ من هذا منطقه ومن ذاك آلته .. ولعله يجد في العرفان ضالته .. فهو عاشق وجد وجذب اسكره الحلم الذي ربما افاقه على صيرورته المتحققة .. واذا كان كذلك لا ينفد كيسه ولا تبلى سرائره بل يكتظ بمواهب متفاوتة القًا واغواءً وما عليه الا ان يفك طلاسمها او يلامس اسرارها وهو يسمو بقبوه النقدي الذي ربما ناظر الاجناس الادبية ابداعا وامتاعا وقيمة فنية وافكارا تعزز الفن بريقا ورونقا ومضمونا لا ان ترديه في قارعة الجمود والتمحل والاقفرار .
فالناقد الادبي الفطن يواجه انماطا من المتلقين يختلفون وعيا وثقافة وتخصصا لذلك لابدوان يحذر من القطيعة مع أي مط كان لا بل عليه ان يحاول المكوث على مقربة من الجميع ولو بين الفينة والاخرى من خلال انتهاجه اسلوبا فكريا وكتابيا يتيح للمتلقين المتخصصين منهم وغير المتخصصين ان يشاركوا في التجربة الجمالية مثلما يتطلب منه عدم الاسراف في الاعمام عند عرضه النقدي لنص ما لان التجربة الجمالية لاتخضع لقوانين عامة حتمية .. من جانب اخر فان اهمال المشتركات العامة والتركيز على ما هو جزئي وتخصيصي لدراسة نص ما قد يفضي الى غربة النص شذوذه في المنظور النقدي ، وهو في عرضه لنص ما يقف ازاء كاتب يأتي بكلام منطوق ، ونص يلوّح ولا يصرّح أي ما تخفيه النصوص عندما يكون النص مراوغا وقراءات كاشفة وفق مذاهب تأويلية ، وهنا يتقمص الناقد دور العارف والمنجم والمستطلع والمتفرس ناهيك ما عليه امتلاكه مسبقا من ادوات اللغة والفن ومناهجهما .. لاستخلاص ما يمكن استخلاصه والخروج بوجهة نظر نقدية مقبولة .
كما انه ليس مطلوبا من الناقد ان يصدر احكاما قطعية في النظر لاي نص ، لان القيمة الادبية لاي نص يمكن النظر اليها على اسس تقديرية وتخمينية ، وهذا ما يجنب الناقد دور القاضي المستبد ويمنحه دور الشاهد الخبير الذي يوائم بين مهارته النقدية ووجهة نظره الشخصية .
واذا كان الادب كما العلوم الانسانية الاخرى لذلك فهو قابل للدراسة انطلاقا من وجهات نظر متعددة كالبلاغة او علم النفس او السوسيولوجيا او الجماليات او السيميائيات او نظريات الكلام او الظواهراتية او الانثروبولوجيا فضلا عن التاويل والمناهج التعليمية الاخرى ، وهذا يتطلب التقريب والتوفيق بين الكثير من وجهات النظر والمناهج المتعددة دون التزام لواحدة منها والاعراض عن الاخريات واذا كان ذلك كذلك فان النقاد بامكانهم ان يبنوا تجربتهم النقدية بابعادها الجمالية المؤثلة .



















