المَنظر ومايَعنيه – عبد الستار جابر الإسماعيلي

المَنظر ومايَعنيه – عبد الستار جابر الإسماعيلي

جاء في كتاب ( لُباب الآداب) لأسامة بن منقذ :

(مر فيثاغورس يوماً بقروي عليهِ ملابس فاخرة وهو يُلْحن في كلامهِ فقال لهُ :

ياهذا أما أن تلبس لباساً يشبه كلامك أو تتكلم كلاماً يشبه لباسك ).

أقول :

كم ينطبق هذا الوصف على حالات تتكرر في واقعنا ؟ .

الصلة وثيقة بين المنظر والجوهر وكلما كان المنظر دليل على الجوهر كان ذلك اكثر قرباً من تكامل الشخصية

لأن المنظر يوحي للآخرين بما يفترض ان تكون عليه تلك الشخصية من خصائص وصفات…وعندما يكون المنظر جميلاً وأنيقاً دون أن

يقابلهُ المستوى المطلوب فإن تلك الحالة تجعل ُمَن يقابله

يشعر لأول وهلة بالمفاجئة

ُوالمفارقة بين  مايبدو من منظر ومايعكسه كلام المتحدث او تصرفهُ من جوهر.

ألا إن ذلك لايعني ان نوعية الملبس حِكراً على أحد بل هو

متاحٌ لجميع الناس …ولكن هناك عرف اجتماعي تسالم عليه المجتمع بموجبهِ ارتبطت

هيئة وملبـس كل شخص بوضعهِ الإجتماعي والوظيفي .

المنظر ومايعنيه يخضع لمقاييس درج عليها المجتمع ،

ولابد من مراعاة تلك المقاييس.

مشاركة