الأفراح إمتدت على مساحات العراق حتى الصباح
المنتخب يعيد سيناريو 2007 ويتقلّد ذهب آسيا
الناصرية – باسم الركابي
بعد ان صال وجال لاعبو الاولمبي في مهمة أسيوية كبيرة وكانوا عند ثقة شعبهم وتاريخ الكرة العراقية بعد ما صنعوا المجد والعودة باللقب الأسيوي في موقعة أعادت الأذهان الى نهائي أمم أسيا 2007 وكان سببا لفرحة العراقيين على مختلف ألوانهم وأطيافهم ومذاهبهم بعد ان توج المنتخب العراقي الاولمبي بلقب بطولة أسيا بكرة القدم بنسختها الأول عندما هزم المنتخب السعودي بهدف في نهائي البطولة التي اختتمت اول أمس الاحد في مسقط بعمان وسط سعادة أبناء شعبنا الذين نزلوا الى الشوارع من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ابتهاجا بالفوز وبالتتويج بلقب البطولة التي يكفي الكرة العراقية فخرا ان يدون اللقب الأول في سجلها ومع بداية العام الجديد الذي يأمل ان تتواصل الانجازات الكروية حيث الصعود الى كاس أمم أسيا في استراليا العام المقبل عبر بوابة المنتخب الصيني في لقاء الفرصة الأخيرة الذي سيقام في الخامس من آذار المقبل الذي من المهم جدا ان يأتي في إعقاب الانجاز التاريخي للاولمبي الذي تجاوز عقدة المباريات الحاسمة والمصيرية عندما تغلب في نهائي البطولة على الفريق السعودي والتي استحق الفوز بها بجدارة قبل ان يفشل الفريق السعودي في تحقيق ثاره بعد الخسارة التي تلقها امام فريقنا في مستهل تصفيات المجموعة التي جمعتهما قبل ان يلعبا لقاء الختام
انضباط تكتيكي
وفي ظل الانضباط التكتيكي وطريقة اللعب التي اختارها المدرب حكيم شاكر وفي ظل الوضع الدفاعي للاعبي الفريق في تقديم اللعب القوي وترابط صفوفه التي عملت بنهج فني عالي كللتها بالفوز الذهبي وصعبت الأمور على الفريق السعودي الذي غابت عنده الحلول من اجل الوصول الى شباكنا التي ظلت نظيفة للمباراة الرابعة على التوالي ولم تتلق الا هدفان خلال ست مباريات لعبها الفريق في البطولة لانه امتلك أفضل دفاع بين عموم الفرق وكان وراء تحقيق النتيجة الرائعه بعد ان بقوا في أجواء المباراة التي لايمكن التقليل من شان الفريق السعودي الذى قدم مباراة مهمة هي الافضل له في البطولة التي كان ختامها مسك في لحظات لاتنسى عندما رفع لاعبو الفريق كاس البطولة في مشهد وضعنا معا في الملعب الذي كان يتحدث بالعراقي وكان سبب الفرحة في مدننا التي عاشت ليلة خاصة ظل فيها الفرح العنوان الأكبر.
ويضاف الكاس الى خزانة الاتحاد جنب الدروع التي حققتها منتخباتنا خلال انجازات الكرة العراقية ولان الفريق لم يخذلنا سواء في الأداء والنتائج المثاليين لأنها بدأت ايجابية بالمعنى وانتهت عراقية بعد ان قدم الفريق درسا في الفن الكروي وحقق الحلم في ان يعود بلقب اول نسخة لبطولة أسيوية، رد فيها الفريق اعتبار الكرة العراقية وكان اللقب الأجمل بعد انجاز 2007 والذي تشاء الصدف ان ياتي اللقب الأخر على حساب الفريق السعودي الذي هو الأخر يستحق التحية لانه لعب بشكل فني واضح وتعامل مع المباراة بشكل مناسب لكن كرة القدم تبقى على الدوام فرص وهو من فرط بفرصة التقدم بعد إهداره لضربة الجزاء التي هي من اثارت في نفوس لاعبينا الانتفاضة التي قضت على أمال السعوديين لان المهاجم مهند عبد الرحيم كان في يومه بعد ان غاب في كل المباريات الأخرى وسط تساؤلات المراقبين عن سبب تدني مستواه قبل ان تحضر لمساته السحرية وكان على الموعد وليعوض عن كل الذي حصل امامه وكان سببا لانجاز كروي جعل من الأمهات والأخوات والبنات ان يزغردن فرحا بسبب هدف مهند الذي فاز به على السعودية . وان العطاء المطلوب يأتي في المباريات الكبيرة فكان مهند كبيرا وجلال واحمد وضرغام وكلف ومهدي وبهجت وسيف والكل كانوا وراء فرحتنا التي استمرت حتى الصباح واشهد انها استمرت حتى الصباح اسألوا أهل بغداد والناصرية وانا أحد شهودها والبصرة والعمارة واسألوا اهل الرمادي رغم انشغالهم في تنظيف مدنهم من الارهابين اسألوا من تريدون .
الفرح كان مكافأة لنجوم الاولمبي، دموع ودموع عزيزة تقاطرت من الكل الذين فتحوا قلوبهم لحفر اسماء فتية حكيم الذين كانوا في أفضل نضج كروي وفي أعلى أنتاج أسيوي ولأننا نجحنا باستحقاق، واكد منتخبنا قدرته على الفوز بلقب البطولة بعد مشوار ناجح ومميز وغير مسبوق للفرق العراقية في مشاركاتها السابقة عندما استهل مشواره بالفوز على المنتخب السعودي بثلاثة أهداف لواحد ثم الفوز على منتخب اوزبكستان بهدفين لواحد ثم الفوز على منتخب الصين بهدف قبل ان ينتقل الى مباراة الربع نهائي التي قضى فيها على امال اليابان التي أضطرت الى ترك البطولة والعودة الى طوكيو ثم قطع اكثر من نصف الطريق عندما هزم منتخب كوريا قبل ان يتوج بطلا بجدارة واستحقاق اثر تغلبه في مباراة مهمة وصعبة حينما جدد فوزه على الفريق السعودي بهدف مهند عبد الرحيم د33من وقت المباراة الذي غير من ادائه المتواضع في مجمل مباريات الفريق لكنه كان شكل اخر في اللقاء المذكور وسجل الفوز باسمه لانه عندما تذكر الفوز يخطر الى بالك اسم مهند الذي قاد الفريق العراقي الى الفوز الكبير في بطولة مهمة بمشاركة زملائه الذين كتبوا سوية وبجهود وعرق وألم وصبر اغلى نتيجة في مباراة كان بطلها الأول ونجم النجوم الحارس الأمين جلال حسن الذي وقف سدا منيعا وقدم اهم مباراة له في مشوار مشاركاته مع المنتخبات العراقية بعدما حرم لاعبي الفريق السعودي من الاستفادة من الفرص الخطرة عندما حاول العودة بالمباراة للبداية لان جلال كان في يومه والسبب الاول للخروج بالفوز واللقب في مهمة غاية في الصعوبة تفوق فيها الفريق السعودي في اوقات مختلفة وكاد ان يتقدم د28 غير ان عبد الفتاح توفيق ضيع تلك الفرصة التي دفع ثمنها فريقه بعد ان جاء الرد العراقي سريعا حينما نجح منتخبنا في تحقيق هدف التقدم والفوز من خلال كرة مرتدة تعامل معها مهند بمهارة وخدمته سرعته التي قادته للتفوق على مدافعي الفريق المقابل ووضعها بشكل فني على يسار الحارس معلنا تقدم فريقه في وقت مهم كما كانت تتطلبه المهمة التي دخلها منتخبنا مهاجما من اجل تحقيق التقدم ليأتي الحسم مباشر ولم يتأخر كثيرا وليس كما كان الوضع عنده في لقائي اليابان وكوريا بعد ان ضرب فريقنا بقوة تحت أنظار حكيم الذي قدم فريقا متوازنا ادى ما عليه من حيث اللعب المنظم داخل الملعب وتعامل مع الفريق السعودي الذي ظهر في أفضل حالاته لكن التزام لاعبي فريقنا في تنفيذ الواجبات واللعب القوي سهل من المهمة حتى النهاية
وشهدت المباراة خلال دقائق وقتها تبادلا للهجمات الخطرة وكان بامكان فريقنا ان يسجل هدف الاطمئنان لتجنب حسابات النتيجة التي فرض فيها أسلوبه خلال الشوط الأول الا ان الفريق السعودي تمكن من فرض السيطرة النسبية والظهور بتفوق بعد ان وجد نفسه متأخرا وانتفض في اخر وقت الشوط الثاني عندما راح يلعب أكثر الوقت في ملعبنا عندما قام بفواصل هجومية وتمكن من اختراق دفاعاتنا وتسديد الكرات القوية تجاه المرمى التي تعامل معها الحارس جلال بفطنة ويقظة وقدم جهودا كبيرة وكان وراء افساد تلك الهجمات التي كان فيها دور للدفاع العراقي الذي ظهر متماسكا بعد ان شدد لاعبو الفريق السعودي من ضغطهم كلما مر الوقت لكن تدخل لاعبي فريقنا وكذلك التبديلات الناجحة لحكيم الذي تابع الامور بشكل جيد ونجح في إدارة الأمور وقطع الطريق على محاولاتهم التي استمرت حتى الوقت بدل الضائع امام الحالة المعنوية للاعبي فريقنا التي ساعدت على إكمال المهمة على الوجه المطلوب وكما خطط لها حكيم الذي قدم مجموعة لعبت بالحالة الفنية والبدنية في مباراة كبيرة وظهرت فيها امكانات الفريق خلال جهود لاعبي الفريقين الذين ظهروا بحالة فنية عالية من حيث نقل الكرات والفواصل الهجومية التي تبادلها كلا الفريقين اللذين تجاوزا اللعب التقليدي الذي طغى على اغلب مباريات البطولة التي شهدت نهائي كبير ولعبا كلا الفريقين كرة قدم جيدة وعرض ممتع رغم حساسية المواجهة التي كان كل من الفريقين يبحث فيها عن اللقب الذي كانت كل التوقعات تنصب لمصلحة المنتخب العراقي الذي قدم المستوى المنتظر منه وكان لاعبو الفريق يدركون انعكاسات النتيجة على ابناء شعبنا الذي كان متفائلا كثيرا في قدرات لاعبي الفريق في الخروج مرفوع الرأس بعد ان حقق الهدف من المشاركة التي اسعد فيها أبناء شعبنا فرحا امتد على كل مساحات الصحراء والاهوار والجبال ولامست سكان البيوت المتجاوزة الذين ابو الا ان يحتفلوا داخل بيوت الصفيح.
لفد كان حقا انجازا كبيرا وكرنفال فرح سيبقى في الاذهان الى حين ولأنه جاء عبر كرة القدم محبوبة الجميع.