المكاسرة على التزعّم – شامل بردان
منذ ان ازيلت رئاسة ابراهيم الجعفري للحكومة لما ظهر منه من انبهار في السلطة جراء عجبه المفرط بنفسه و تزيين بطانته التي سُعدت كثيرا بجو السلطة صباحا وتدخين الشيشة بمطاعم بغداد ظهرا و عشية، لتكون الحاشية البديلة لحاشية صدام وليكون هو ” القوي الامين” كما اطلق على دعايته الانتخابية وكأنه موسى العاصر، تحركت عليه منطقيا، قوتان داخل تنظيمه و من خارجه لتبعده عن التنفيذ الحكومي مدة تاركة له التنظير و السرد و العيش بدور المتأنق الثياب عامر المكتبة، لتحل بدلا عنه شخصية المالكي الذي تحتاج للتحليل، فقد تصارع كثر للتقرب منه و تصارع هو مع حاملي نفس عقيدة حزبه و مذهبه، و كان محطة استفاد منه انتهازيون كثر، من مدعي الصحافة و الشعر و العسكر، ويبدو انه مع امتحانه لمن كانوا حوله فقد ازاح قسما و سيزيح اخرين بعد ان يطمئن لما تنتهي اليه ازمة الانسداد الحالية.
اقول، ان المشهد الائتلافي داخل ما ابتكر من عنوان اسمه الاطار، تتكاسر فيه شخصيتان لا ترضى بأن تكون احدهما تابعة للاخرى، مقتدى و المالكي، و ترقب الصراع شخصيتان عمار و العامري، و الاخيران لا مانع لديهما من التعامل مجتمعين او منفردين مع كل من المالكي و مقتدى، لكن بلا تبعية، بل بمداراة، اما الحزبيون المدنيون وابرزهم حيدر جواد او عادل عبدالمهدي، فأن الاخير ورقته لم تعد مفيدة و الابتعاد عنه مريح لما ظهر منه في تشرين، و اما سلفه حيدر فليس محل ثقة و هو لا يضر وقد خرج من السلطة و لا ينفع، و اما الحزبيون المسلحون ضمن الفصائل، فليسوا منشغلين بالتكاسر على ان يأخذوا او يخلقوا قوة تصارع مقتدى و المالكي، واعني قيس الخزعلي ثم اكرم الكعبي، فذاكرة جمهور مقتدى يعلم انهما كانا يعملان له، وبعد ذلك و قبله فالطبقية الشيعية قاسية، فهي تجعل من بيت الحكيم و الصدر ممن لا يعدل بهما احد، ولذا فحزبيو الفصائل يعوضان ذلك بالحرص على علاقة مع ايران، و ميل لتغليب المالكي على الصدر، فمع المالكي هما متفضلان ومردود لهما التأييد بما يحبان، فهو يعاملهما معاملة قوى ناشئة، بينما هما عند الصدر منشقان. هذه احدى اسباب الانسداد، التكاسر، وحسمها ستترتب عليه نتائج السنوات المقبلة، من يقع فيها خاسرا ستكون جراحه عميقة.