المعارضة السورية تطالب كيري بتسليمها سريعا أسلحة
إعلان دمشق معارضة الخارج وضعت السوريين أمام خطر فقدان قرارهم الوطني المستقل
روما ــ الزمان
نيويورك ــ ا ف ب
رأى تجمع إعلان دمشق للتغير الديمقراطي المعارض في سوريا أن الثورة دخلت مرحلة خطرة تقتضي تحديد علاقة المعارضة بالدول انطلاقاً مما تقدمه لنصرة الثورة ، ودعا إلى تشكيل قيادة مركزية سياسية وعسكرية لتنظيم العمل وتوحيد الجهود. ورغم أنه عضواً أساسياً في ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية، إلا أن التجمع ألقى المسؤولية لما يعانيه الشعب السوري من مآس على همجية النظام وعدوانية بعض وتواطئ بعض دول العالم من جهة، والمعارضة السورية وخاصة تلك التي تعمل انطلاقاً من الخارج من جهة أخرى، وشدد على أن هذه المعارضة لم تكن على مستوى استحقاقاتها، كذلك لم يكن عينها دائماً على الثورة وكيفية إنجاحها، وتخفيف معاناة الناس، بل انصب اهتمامها وجهودها على أنانياتها الحزبية والشخصية والتمترس خلف رؤاها ومصالحها الخاصة، كما لو أن الثورة انتصرت وأنجزت أهدافها . وأضاف التجمع في بيان يوضح حجم الخلاف بينه وبين الائتلاف أن هذه الممارسات أوقعت المعارضة تحت تأثير دول عربية وأجنيه، بهذا القدر أو ذاك، لكل منها مفهومه ورؤيته الخاصة للتغيير في سورية ومستقبلها، التي توجهها مصالحها بالدرجة الأولى، إن كثيراً من الصراعات والتقلبات التي عانتها معارضة المهجر كانت صدى لمواقف وتصرفات تلك الدول حيال الثورة السورية الأمر الذي جعلنا أمام خطر فقدان قرارنا الوطني المستقل . وأوضح أن ما حصل في اجتماعات ائتلاف قوى الثورة والمعارضة الأخيرة في استانبول والانتخابات التي شهدها لاختيار قيادات جديدة لا تسر الغيورين على الثورة، وبرهنت على مدى تأثير الدول واستقطاباتها واختلاف توجهاتها داخل الائتلاف، وستكون له تداعيات ضارة بمسار الثورة ، وتابع لكن يبقى الأكثر خطورة على الثورة هو أن الانقسام في المعارضة يدفع نحو انقسام قوى الثورة ويشتتها ويضعف أداءها . ويعاني الائتلاف من خلافات داخلية حول توازن القوى بين مكونات أساسية فيه، وتتنافس على السيطرة على قراراته تيارات إسلامية وديمقراطية وليبرالية، وتتهمه بعض قوى المعارضة الداخلية بأنه يرتهن للدول التي تدعم هذه التيارات. وأضاف تجمع إعلان دمشق الذي يعمل في داخل وخارج سورية بعد أن كان الصراع يتركز بين شعب ثائر من أجل الحرية والكرامة وبين نظام يحول دون ذلك تبرز مخاطر صراعات جانبية وتفتح جبهات جديدة ليست في صالح الثورة، فالقوى الإسلامية المتطرفة التي تمكنت من المنطقة الشمالية والشرقية بعد أن انحسرت عنها سيطرة النظام تحاول فرض سيطرتها وتوجهاتها الإيديولوجية، ومن جانب آخر يسعى حزب الاتحاد الديمقراطي حليف النظام نحو إقامة حكومة مؤقتة في المناطق الكردية خدمة للنظام الأمر الذي يؤدي إلى صراع كردي عربي ويخلق المزيد من المشكلات في وجه الثورة . إلى ذلك طالب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد الجربا اثر لقائه في نيويورك وزير الخارجية الامريكي جون كيري بان تسلم الولايات المتحدة سريعا مقاتلي المعارضة اسلحة تمكنها من مواجهة ترسانة الرئيس بشار الاسد. وقال الجربا في بيان اثر لقائه في مقر الامم الامتحدة بنيويورك الوزير الامريكي ان الرئيس السوري يسعى الى الانتصار عسكريا من خلال ترسانة تتراوح من الاسلحة الكيميائية الى القنابل الانشطارية . واضاف طالما ان النظام لم يوافق على حل سياسي فنحن بحاجة الى ان ندافع عن انفسنا . وفي حزيران وعدت ادارة الرئيس باراك اوباما بزيادة مساعدتها العسكرية الى مقاتلي المعارضة السورية بعدما اتهمت نظام الاسد باللجوء الى السلاح الكيميائي ضد معارضيه. وخلال لقائه كيري الخميس دعا الجربا الولايات المتحدة الى الوفاء بهذا الوعد سريعا وبما يتيح لنا الدفاع عن انفسنا وحماية السكان المدنيين . واضاف ان حرماننا من حقنا المشروع في الدفاع عن انفسنا يهدد باستمرار النظام آلاف الاشخاص سيقتلون والقمع سيتواصل بدون اي أمل في ان تكون هناك نهاية له . وأكد الجربا ان الائتلاف يعي تماما المخاوف الامريكية بما خص التطرف وامكانية الاستيلاء على المساعدة العسكرية ، مشددا على ان المعارضة السورية مصممة 100 على ارساء نظام ديموقراطي منفتح على جميع السوريين بغض النظر عن انتمائهم الديني او العرقي .
من جهته وصف كيري اللقاء مع الجربا ب الايجابي ولكن من دون ان يتطرق الى موضوع تسليح المعارضة.
وقال كيري ان المعارضة السورية اكدت ان مؤتمر جنيف ــ2 مهم جدا وقد وافقت على ان تعمل خلال الاسابيع المقبلة للتوصل الى توافق في ما بينها على الشروط والبنود التي تعتبرها كفيلة بانجاح المؤتمر .
واعرب الوزير الامريكي عن تفاؤله بامكانية انعقاد مؤتمر السلام الذي تسعى واشنطن وموسكو جاهدتين لعقده على امل التوصل الى حل سلمي للنزاع الدائر في سوريا منذ اكثر من عامين.
وقال انا متفائل جدا … هناك هذا الشعور القوي بان مؤتمر جنيف مهم وسوف نسعى لانجاحه .
AZP02