المشاعر الإنسانية – براعم علي العكيدي

المشاعر الإنسانية – براعم علي العكيدي

بعد الغزو التكنلوجي واحتلال اجهزة الكمبيوتر والشاشات الذكية والهواتف النقالة عالمنا الانساني، وبعد سيطرة وسائل (التخارب)الاجتماعي على ساعاتنا حتى غدا كل منّا في عالمه مع اننا نتشارك ذات البساط ونأكل من ذات الطبق!! تغير شكل التواصل الاجتماعي البشري .. فبعد ان كان الجار يزور جاره صباح العيد ليهنئه بحلول عيد الله الاكبر ، وبعد ان كان الاباء يرافقون ابنائهم الى بيت الجد والجدّة من اجل مباركة شهر رمضان ،وبعد ان كانت عيادة المريض من الاصول وفرضاً واجباً، جمّدت اجهزة التواصل كل تلك الطقوس ليصبح السؤال بضغطة زر  وتهاني العيد صور ملونة، والسؤال عن المريض بمكالمة لا تكلف في بنك المال الدولي دولارا واحداً..

واليوم ومع تطور السوشيال ميديا،تطورت مشاعرنا لتصبح الصداقة (like ) و المحبة ( comment) حتى ان الحب غدا (follow) والفراق (Block) وهذا ما ايده اعلامنا العربي بنصائح المرشدة الاجتماعية صاحبة المقولة الاشهر(  Block ! Block Block) وكأنها صيغة التحديث الجديدة لشريعة (الطلاق بالثلاثة)!!!!!

يا عروبة الشعر والشعراء، اين الفرزدق والمتنبي؟؟؟ اين السياب وقباني؟؟؟؟ اين مجنون ليلى؟؟؟؟!!!!!!!، لا اعلم لماذا تأخذني الحسرة وانا اقلب بين دواوين شعراء خطّوا باقلامهم سطوراً صادقة جمدتها الحياة البائسة بحروف اعجمية ابعدتنا عن صدق المشاعر ورقتها وعذوبتها…فبعد ان عاش مجنون ليلى حياته صارخاً بملء جوارحه

قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيْبٍ وَمَنْزِلِ       بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ

أَغَرَّكِ مِنِّيْ أَنَّ حُبَّكِ قَاتِلِي              وَأَنَّكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَلِ

غدونا اليوم نرسل طلب صداقة دلالة على الاعجاب والحب، وًنعلّق حساب الفيسبوك كدليل هروب او جفاء!!!

يا ليته يعلم ان سنوات جنونه قد غدت هباءً منثوراً ، فبعد ان عاش حياته بجنون عشقه يخط ويكتب قصائد ومعلقات، اختصرت البشرية كل تلك المعلقات بلمسة في حساب التيكتوك او انستغرام!!!

مشاركة