المسؤول والمواطن

المسؤول والمواطن

بمجرد أن تصدق على انسان ما كلمة “مسؤول” بحكم ما يتسنمه من منصب، فإن ذلك سيقتضي – لزوما – أن هناك مسؤولا عنه وأن ما بينهما ربطا يسمى المسؤولية، يقتضي بأن يكون الأول على استعداد دائم لتوفير ما ثبت وجوب توفيره للثاني بحكم الدستور والقانون، خصوصا حين يطرق المواطن باب مسؤوله مطالبا بممارسة تلك المسؤولية بما يوفر له ما يحتاجه من ضروريات دوام حياته وسيرها بما يوفر له عيشا كريما وحياة محترمة وحين يراجع المواطن بعض دوائر الدولة سيجد أن بين المسؤوليين الحكوميين فرق فارق، ومائز لا يخفى على أحد فبينما يستقبله بعض المسؤولين – كمواطن – بحفاوة ويستمعون الى مشكلته بالتفصيل ويحاولون أن يجدوا لها حلولا ترضيه وتوفر له ما جاء يطلبه يستقبله مسؤول آخر بوجه عبوس وتعامل خشن وعدم اصغاء واستماع، يقطع كلامه اثناء شرح المشكلة ويشيح بوجهه عنه ويتكلم بكلام خارج الموضوع ولا داعي له أحيانا ويعده بحل للمشكلة ومن ثم لم ير من وعوده عين ولا أثر وبعيدا عن المشاكل وحلولها فإن على المسؤولين في العراق أن يلتفتوا الى إننا قد تجاوزنا عام 2003 منذ 14 عاما وان فخامة المسؤول الأوحد ذهبت ولم تعد وان المواطن هو الحاكم والرئيس الان وأن الكرسي لا يدوم لأحد أبدا وأن يعي سيادة المسؤول أن المرء بأصغريه قلبه ولسانه، وليس بلباسه وشكله، ولا يحتاج الانسان الى أن يلبس الزي العربي أو الزي الرسمي الذي يوحي بأن أحد المذكورين من شريحة اجتماعية مهمة حتى يعطيه اهتمامه ويستمع اليه فيما جاء في إثر طلبه فالدين الذي نعتنق أصوله والذي اسميناه دستوريا دين الدولة الرسمي لا يبيح لهم ذلك ولا يرتضيه، وإن الواجب عليهم أن يتابعوا مشاكل الجميع ويستمعوا لها باهتمام، وهذا من أولويات مسؤولية مناصبهم التي مكنهم الله منها بظرف ما وليجزيهم خير جزاء المحسنين فالحقيقة أن السعادة لتغمر المواطن حين يطرق باب المسؤول فيجده مفتوحا، ويستقبله ويهتم لأمره، ويستمع اليه، ويعطيه من وقته، حتى وان لم يتسن له قضاء طلبه أو تأخر في ذلك. واستقباله بهذه الصورة شيء يبعث في نفسه أمل قيام دولة يكون المواطن فيها هو الميزان، ويشعر بالاحترام والثقة لدى ارتياده لدوائر الدولة. لأن المنصب يحتاج الى هذه الروح التي تشعر المواطن بأن هناك من يستمع لهمومه ويحاول حلها، بدلا من أن يشعره بما لا داعي للتعرض له من امتنان أو نظر بدونية أو جزع أو غير ذلك مما يشعره أنه سائل على باب دار وليس مواطن على باب مسؤول لم يجبره أحد على التصدي للمنصب والتعهد بقضاء حوائج المواطنين.

أحمد الوالي

مشاركة