اغلب المدارس في بلدنا وسط احياء سكنية تفصلها ساحة كبيرة قد تكون خلفها او مساحة متروكة في جوانبها والقليل من المدارس تقع على الشارع الرئيس العام ، اما المدارس الملاصقة للجيران فلها همومها والجيران كذلك يعانون هم الاخرون من اضرار لحقتهم من هذه الجيرة التي لم يتمناها في يوم من الايام مع ان المدرسة التي تتوسط الحي السكني يراهن عليها اصحاب مكاتب العقارات عندما يبرزون مميزات البيت الذي يعرض للبيع بانه قريب من المدرسة فترتاح العائلة التي تسكن فيه من هموم خطوط نقل ابنائهم وبناتهم .
اما فيما يتعلق بالضرر الذي يصيب المنطقة وسكانها من جراء جيرتهم للمدرسة فهو الازعاج الدائم والضوضاء وتجمهر الطلبة امام البيوت مما يشكل حرجاً لساكنيها وكذلك وقوف السيارات التي تعود للكادر التدريسي للمدرسة امام ابواب دورهم وكذلك الازعاج الذي يسببه الطلبة من جراء ممارستهم لعبة كرة القدم في الشارع الذي يفصل بين المدرسة والبيوت وبذلك يقطعون سير الناس والمركبات وكم من مرة تكسر زجاج نوافذ جيران المدرسة من جراء ذلك إنه ازعاج دائم وتبادل للتهم بين الطرفين وكل طرف محق في ذلك فتصبح نعمة القرب من المدرسة بالنسبة لساكني الحي نقمة عليهم .
ومقابل ذلك ان الدور المقابلة والملاصقة للمدرسة قد يؤذي بعضهم ويتعدى على الجيرة فيصبح سياج المدرسة مستودعاً للنفايات وانقاض البناء ويتجاوز البعض من الجيران بأن يرمي الفضلات في ساحة المدرسة وداخل سياجها وبالاخص في ايام العطل الرسمية ، وتستمر التهم المتبادلة بين الطرفين في حين اتذكر قبل سنين كانت الدور المجاورة لمدرستي تحرص على أن تجعل من المدرسة ومقترباتها في احسن صورة وبعض العوائل تقدم العون والماء البارد ايام الصيف اللاهب واحياناً الشاي الساخن شتاءً تقديراً للمدرسة وكادرها والشعور الاخلاقي تجاه الجيران والتشرف بكون المدرسة تجاورهم ومن الحلات السلبية لاوضاع بعض المدارس وجودها في ازقة ضيقة وقديمة والادهى من ذلك وجود المدرسة في وسط سوق شعبي تتخللها صيحات باعة الفواكه والخضر واصوات مناشير النجارين والحدادين لتختلط مع اصوات المعلمين والمعلمات ، وادارة المدرسة في حيرة من امرها . قد يبرر البعض ذلك ويقول بناء المدرسة قديماً وهذه الاسواق لم تكن حينها موجودة وانها زحفت تجاوزاً ومخالفة للقانون. ولكن كيف هو الحال ؟
وما ان نتحرك بمقترح حتى يقول البعض ان هؤلاء الباعة على باب الله ولا يجوز قطع ارزاقهم ولكن هل هذا حلال ان لا تستطيع المدرسة ان تؤدي دورها التربوي والتعليمي بالشكل الصحيح .
هموم المدارس كثيرة والمعانات تتراكم يوماً بعد يوم واعداد الطلبة تتزايد والصف يزدحم بالتلاميذ وعسى ان تلتفت الحكومة جدياً الى واقع التعليم ومن جهة اخرى دعوة الى احترام المدرسة فهي مؤسسة حكومية وعلينا توفير الدعم الشعبي لها لتظهر بشكل يليق بها .
محمد بدر