المبعوث الأميركي يلتقي عائلات الرهائن في تل أبيب

تل ابيب (أ ف ب) – التقى المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف السبت عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، في وقت تتزايد المخاوف إزاء مصيرهم مع تصاعد حدة الأزمة الانسانية في القطاع بعد نحو 22 شهرا على الحرب.

وصفق عدد من المتظاهرين لدى وصول ويتكوف الى “ساحة الرهائن” في تل أبيب، وناشده مئات الأشخاص الذين تجمعوا تقديم المساعدة، قبل أن يعقد اجتماعا مغلقا مع عائلات المخطوفين أثناء هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وعقب الاجتماع نشر المنتدى بيانا قال فيه إن ويتكوف قدم التزاما شخصيا بأن يسعى هو وترامب لإعادة الرهائن.

وأظهرت مقاطع فيديو على الانترنت وصول ويتكوف للقاء “منتدى عائلات الرهائن”، بينما كان أقاربهم يهتفون “أعدهم إلى ديارهم” و”نحتاج إلى مساعدتك”.

وجاءت زيارة مبعوث الرئيس دونالد ترامب الى تل أبيب غداة زيارته مركزا لـ”مؤسسة غزة الانسانية” المدعومة من الولايات المتحدة والدولة العبرية، للوقوف على آليات إدخال المواد الغذائية إلى القطاع الفلسطيني المدمر والمحاصر، وحيث تحذر الأمم المتحدة ومنظمات دولية من المجاعة.

وفي المساء، تجمع نحو 60 ألف شخص في الساحة ذاتها للمطالبة بالإفراج عن الرهائن، بحسب المنتدى.

من بين 251 رهينة احتجزوا خلال هجوم حماس الذي أشعل شرارة الحرب، لا يزال 49 محتجزين في غزة، من بينهم 27 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.

– حملة “دعائية” –

كان ويتكوف زار الجمعة قطاع غزة، واعدا بزيادة المساعدات مع تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل على خلفية الأوضاع الكارثية في القطاع.

واعتبرت حماس في بيان السبت أن تلك الزيارة “لا تعدو كونها مسرحية مُعدّة مسبقا، لتضليل الرأي العام وتلميع صورة الاحتلال، ومنحه غطاء سياسيا لإدارة التجويع واستمرار عمليات القتل الممنهج للأطفال والمدنيين العزّل من أبناء شعبنا في قطاع غزة”.

وواصلت حماس الضغط على عائلات الرهائن بنشرتها مقطع فيديو للرهينة أفيتار ديفيد (24 عاما) للمرة الثانية في يومين، حيث ظهر وهو يبدو هزيلا داخل نفق.

دعا الفيديو إلى وقف إطلاق النار، وحذّر من أن الوقت ينفد أمام الرهائن. وقالت عائلة دافيد إن ابنها ضحية حملة دعائية “دنيئة”، واتهمت حماس بتجويعه عمدا.

وتابعت “إن التجويع المتعمد والتعذيب والإساءة التي تعرض لها أفيتار لأغراض دعائية تنتهك أبسط المعايير الإنسانية والأخلاق الإنسانية الأساسية. لا حدود للحزن والقسوة التي نتحملها”.

وعلق الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ قائلا عبر منصة إكس إن “وجوه الرهائن (…) تقول كل شيء. أُجبروا على حفر قبورهم بأيديهم. عذبوا بالإعدام. جوّعوا، وتعرضوا للتعذيب، وتدهورت أحوالهم”.

وقال وزير الخارجية جدعون ساعر إنه “وجه رسالة عاجلة إلى نظرائه في جميع أنحاء العالم” و”طلب عقد اجتماع خاص لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة” بشأن هذه القضية.

من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو عبر إكس إن “الصور دنيئة ولا تطاق، رهائن إسرائيليون محتجزون منذ 666 يوما في غزة لدى حماس. يجب أن تنتهي محنتهم”.

وأضاف بارو أنه “يجب إطلاق سراحهم دون شروط. ويجب نزع سلاح حماس وإبعادها عن إدارة غزة”، مؤكدا أيضا على أن “المساعدات الإنسانية يجب أن تدخل القطاع بشكل مكثف”.

وتبذل الولايات المتحدة ومصر وقطر جهود وساطة للتوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار بين حماس وإسرائيل من شأنه إتاحة إطلاق سراح الرهائن وزيادة كمية المساعدات الداخلة للقطاع.

غير أن المحادثات تعثرت الشهر الماضي وتتزايد الضغوط على حكومة بنيامين نتانياهو للتوصل إلى طريقة أخرى لإطلاق سراح الرهائن، أحياء أم أموات.

وتتصاعد المطالب الدولية كذلك لفتح معابر غزة أمام مزيد من المساعدات الغذائية بعد أن حذّرت الأمم المتحدة ووكالات إنسانية من أن أكثر من مليوني فلسطيني يواجهون خطر المجاعة.

وسجلت مستشفيات قطاع غزة خلال 24 ساعة حتى ظهر السبت “7 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، من بينهم طفل واحد. وبذلك، يرتفع إجمالي عدد ضحايا المجاعة إلى 169 شهيدا، من بينهم 93 طفلا”، وفق وزارة الصحة التي تديرها حماس في القطاع.

 

ومع استمرار القصف والغارات الجوية التي تحصد يوميا مزيدا من القتلى، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير إن “المعركة ستستمر بلا هوادة” ما لم يتم إطلاق سراح الرهائن.

وقال في بيان عسكري السبت “بتقديري أننا سنعرف خلال الأيام المقبلة إن كنا سنتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح رهائننا. وإلا، فإن المعركة ستستمر بلا هوادة”.

وأضاف أن “الحملة الحالية من الاتهامات الزائفة بشأن مجاعة مفتعلة هي محاولة متعمدة ومخطط لها وكاذبة لاتهام جيش أخلاقي بارتكاب جرائم حرب”، محمّلا حماس المسؤولية “عن قتل سكان قطاع غزة ومعاناتهم”.

إلى جانب التقارير الصادرة عن خبراء الأمم المتحدة الذين يحذّرون من “انتشار المجاعة” في غزة، يظهر المزيد من الأدلة على سوء التغذية الخطير والوفيات بين المدنيين الفلسطينيين الأكثر ضعفا.

وقالت مدللة دواس (33 عاما) التي تعيش في مخيم للنازحين في مدينة غزة لفرانس برس إن ابنتها مريم البالغة تسعة أعوام لم تكن تعاني من أي أمراض معروفة قبل الحرب، لكن وزنها الآن انخفض من 25 كيلوغراما إلى 10 كيلوغرامات وتعاني سوء التغذية الحاد.

 

وأعلن الدفاع المدني في غزة أن 32 فلسطينيا على الأقل قتلوا السبت في القصف والغارات في مناطق مختلفة من قطاع غزة، بينهم 14 قتلوا “بنيران الجيش الإسرائيلي” قرب مراكز لتوزيع المساعدات تديرها مؤسسة غزة الإنسانية التي تدعمها إسرائيل والولايات المتحدة.

وأعلن مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الجمعة أن 1373 فلسطينيا قُتلوا منذ 27 أيار/مايو، معظمهم بنيران الجيش الإسرائيلي، أثناء انتظارهم المساعدات.

ويؤكد الجيش الإسرائيلي أن جنوده لا يتعمدون استهداف المدنيين ويتهم عناصر حماس بنهب شاحنات المساعدات.

وقال المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أنروا) عدنان أبو حسنة إن “الأونروا لديها حوالي 6000 شاحنة جاهزة مخصصة لقطاع غزة لكن المعابر مغلقة بقرار سياسي، هناك 5 معابر برية للقطاع يمكن من خلالها ان يتم إدخال 1000 شاحنة يوميا”.

وأسفر هجوم حماس على جنوب إسرائيل عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.

وردّت إسرائيل بحرب مدمّرة وعمليات عسكرية لا تزال متواصلة في قطاع غزة، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 60430 فلسطينيا معظمهم من المدنيين ونصفهم تقريبا أطفال ونساء ومسنون، وفق أرقام وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

 

مشاركة