الماء يغتسل ..يتوضأ الصمت
شوقي كريم حسن
– دائما نتحدث، نجلس عند سيوف العتمة وتحت ظلالها ألكابية ، نحاول الولوج الى فضاء مآلاتنا التي لانعرف لها مسافات تحدد وجودنا، ثمة دائما ما ياخذنا الى امكنة مدجنة، واخرى اشرس من انفسنا تزأر، فنروح نعاتب ذواتنا التي لاتعرف كيف تاخذ الامال الى صدورها، تطشرنا الآهات ، ونحن نرقب العيون التي لم نألف النظر اليها من قبل ، فنسيح عبر اتجاهات غرابتنا التي ما عادت تستقر عند شيء، اللحظة حين تنسكب عند خطانا ألمرتبكة، تمتد الاكف علها تلم ما تبقى، لكن الفشل يرسم سياطه فوق جباهنا التي ادمنت السمرة والرؤيا والآهات، !!-دائما نتحدث، نجلس عند ظلال الخرافات التي تملأ جداول قرانا، وتلطم ضفاف جداولنا ، لتمسح تلك العباءات التي كدرتنا اللهاثات عند ملوحة الشطآن ومتاعبها، نحاول رسم عظمة ايامنا الخوالي لكننا لا نجد غير ابار من الحكايات التي لا تفيدنا بشيء حين نتحدث نلوث ارواحنا بأزمنة لانعرف اكانتنا ، ام تراها جزء من ذلك الوهم الذي نعيش، وهم يجرنا مثل جواميس الاهوار ، التي غدت ملحاء تلطم اثامها وتنثر خطاياها عند أول انسكاب تمسحنا المفاجئة ، وتصيرنا اشياء تافهة، تتحدث دون ان تعي ما تقول، يقول الذي ، كان اكثرنا علما، واعرفنا بالحقيقة كما يدعي، // أن ليس ثم في هذا الاخضرار المائل الى الزرقة غير مدن دارسة، وجنون مباح، وبحث عن خلاص لايمكن ان يوجد فوق سطح هذا الامتداد الضاج بألوان المغاضب والمساءات التي لا تستكين/ نحن نصدق، وهو يسرد وفق خطاه التي كانت تحاول الامساك بخيط انفلاته، لكنه ما يلبث ، أن يعود منكسرا مثل بردية يابسة وقف عند لمةّ رأسها، طائر الكرسوع الذي يريد ان يصل الى هوس السماء، لكن البردية ترمي به الى عمق الماء الذي بات الان لايعرف غير السكون والانفراد، ماء يغتسل بصمت انتظاره، وحيدا مثل، كل مهملات حياتنا التي لم تعد تسجل لها ثمة من معنى/ نعرف ونحن نتحدث ، ان ارباب تلك الامكنة قد هجرتها/ احتجاجا على ما كنا نمارسه من مباحات ، ما كان الاجداد يطيقون النظر اليها، مباحات احالتنا الى خراف تقودها عصا الانتشاء والنشوة، وتمنحها اللحظة شارات التفوق غير المعلن، / نتحدث عن غزوات فحولتنا التي لا تعي ما هي عليه، تنشمر الدشاديش، وتتطاير الاجساد عارية( انليل كما خلقتني) لتنغمس في لجج مفازات الماء وهي تتصايح مانحة الفوضى رجاءات الخرف/ عالم خرف، لايستقر عند لذة طائشة، ولا يستكين عند إجابة يدور مثل طائر(الوذاح ) مارا بسرعه، فتهتز اركان المعابد، وترتل حناجر المتوهمين ايات من فجور فحولتنا التي لاتعرف اليباس، نتحدث عنه دون ان نراه، نحاول تجسيد وضوح ملامحه الضوئية المقدسة// ليس ثمة من رب لهذا الامتداد الذي بات يرتجف هلعا عند اول انبثاق لصراخ الاناث اللواتي ضمخن شعورهن بطين الرسوخ ، ورحن يتمددن عند بطون المشاحيف ،دون اكتراث لوجود، لم يك الرب يشغل حيزيا في لحظات انبعاث الحناجر وطرطشاتها التي لاتنتمي الى غير سعاداتها الطفولية العصية على الفهم / الاخضرار المائل الى السواد يبعث على ان نكون افواها تثير رعاف الحناجر ، وتعطي للقصب المشرئب مثل محاربين قدامى الوانا من الانغام التي لا يفقها احد سوانا، السرية تأخذ الارتباك الى صدرها، لتزيح تراب ألرؤى ، وتمنح الاحلام توسلات الراحلين ، تغدو احلام رحيلنا الى حيث لا ندري اين.. صورة تلوكها السننا كلما هبت رياح اجتماعنا الباعث على الغضب والانكسار واالبوح الاخذ الى ألانهيار / في زمن الارباب الموغل بالصمت/ كانت الاشياء تمنح الوقت قيمته/ تسربل الليالي بكائنات من مسك وزعفران وخطوط من الديرم ، تلقي الى الخدود الخدرة بلون التفاح الباهت فتوج الافرشة بتوسلات دقيقة مثل خيط الصوف ، برغم خشونته ، ما يلبث ان يتحول الى عقد تشبه عقد المشانق المبتكره/ تلوذ الاناث بحطب الذكورة المشتعلة تمنيا، وتموء قطط الارواح غير المستقرة عند حد القبول،/ الارباب/ او هو الرب الاكبر/ كان يرتل حيواتنا بحسب ما يرغب، ويؤشر بعصاه عند لحظات التوهج، وهو يبتسم اخذا بقذل القصب الى راحة يده المقدسة، تنحني القامات، ومع الانحناء تتقدس الكائنات كلها، تصطف بانتظام حيي ، لتعيد التراتيل بصوت متقن رخيم، معجون بالفرح، رويدا ترتفع ألرؤوس لتختار صورة البدء، برغم وحشة الليالي، وانغمارها المخيف داخل تلك النداءات البعيدة ،الا انها تظل الاقرب الى النفوس، والاكثر توهجا داخلها ، النفوس التي ما كانت تعرف ان ثمة عالم يكفنه الحزن ويحجره في توابيت اضطرابه، عالم حين كان الرب، يجسده امام الرائين، تتعالى الابتسامات لتملأ فضاء ألاخضرار ، وبهدوء مازح تتحول الى غربان احتجاج ، لامعنى لان يعيش الانسان وسط فوضى موته، ما الذي ينتظره… ؟ ولماذا لايعلن رفضه واحتجاجه، الرضوخ لعبودية رب يقدس الموت فقط ، غياب لمعاني وجود الانسان، وانتهاك لحرمات حياته التي تقيم طقوس الرضا والجنون معا// الرب الذي يجل حناجرنا، ويرقص عند اول انبعاث لنغم تجليه العيون ليلصف مثل شمس تتمرا عند وجه الماء، كان يقول… الازمنة اختلاف الوجوه… الازمنة رماد الابتعاد عن آمالنا التي لابد وأن تبقى، / لامعنى لشيء يرفض ان يحدد الانتماء والوجود معا/يحاول توضيح مقاصدة،// لا مقاصد معلنة لرب ، يخطط ليل نهار من اجل ابادة الارواح التي لاتجيد غير الغناء والإعلان عن همساتها التي لها رائحة الرمان // لكن الامهات، النسوة اللواتي ادمن بوح الزرازير وهديل الفواخت، كن يلاحقن رضاه ومسراته، محاولات طرد الاوجاع الى خارج احتفالاتنا غير القابلة على ألانتهاء ، ربما كان الرب يعرف، ان الامكنة موت مؤجل، وحنين مؤجل، وانتماء سنظل نحمله فوق ظهورنا ،التي ما باتت تستقر عند سؤال حنينها الى ابد الدهر ، الامكنة تقديس لخطوات اولئك الذين كانونا، ولكنا لم نكنهم، القوا بنا الى وسط جحيم خرابنا، غير ابهين لشيء، وحدنا نبحث عن درب يأوينا، الدروب تبدو غاطسة الى حد فراغها في عتمة لاتمنح غير الاستفزاز والصمت ، دروب موحلة كانت خطواتنا تسابق الخلاص لكنها تسحبنا الى عمق انهزامها، الدروب اجابات مقاتلنا وغرابتنا، وحدود فيضانات البحث عن مأوى يتدفأ بالحفة فحيحنا الذي لا يقر لشيء ،نبحث عن اجابة قد تشفي غليل ارواحنا الهائجة مثل جواميس اخضرارنا الذي بات ينذر بالموت، الامكنة…. الامكنة ….. لاشيء يمكن ان يعلن وجودها ما دامت قد لبست مسوح الانقاض ، وصارت ترتل صلوات الهجمان، تكشر افواه الجدات الموشومات بعسل الرغبات الدفينة ، عن منابع من الضحكات التي تشيع في دواخلنا الهدوء الذي يحقننا بإبر الخرس ، الجدات وضوح الامكنة لأنهن يعرفن ان امتداد الصرائف، انما هو قلوب تخفق، وارتياح ات ، و رضا لايمكن ان يتكرر،.تقول الاقدم منهن، وهي ترسل هدهدها الاليف الى حيث كان الرب الغازي، العارف بخبايا البقاء . ـــ هيت لك اما ان للقول ان يفهم.. والغربة ان تتبدد؟ الهدهد المتبختر، القريب من الذات الربانية، المصاحب لصخب الالوان ، يعاود لمعانة المتغطرس هلعا ، يقول . ـــ ما عاد للرب ثمة من وجود ؟!! تقول ـــ هيهات هذا.. الارباب مسكنها ارواح عذوبتنا كيف لها ان تغادر اوكارها وتترك حناجرنا دون نايات ونواح وامتحانات لا تنتهي.. كيف يمكن لهذا الرب الذي ما اغتسل بغير ماء خميساتنا ان يهرب تاركا كل هذا الامتهان خلفة.. انما انت اخفقت في الوصول اليه؟ يطرق الهدهد باكيا، وبغير ما سابق انهيار ، يبدأ برمي الوان سماواته باتجاه صمتنا الايل الى الفوضى ، تنهره الجده الأقدم ، فيتوقف دونما رغبة منه، ابصارنا ترى ريش الوانه وهي تنشتل في عب الارض لائذة مرتجفه، هي اخر محاولاته للفرار من جنوننا المتعالي، قال، ـــ هو يرفض المجيء..؟ قالت ـــ هذا ما كان قلبي يحدثني به… المجيء صار محالا لرب غادر الماء صوب غرف ملساء وإناث من وهم وضحكات فاجره… هو السر اذا.. السر الذي لابد لنا جميعا ان نعرفه… مالذي يشد اربابنا الى مدن الضحكات لها ملمس جلود الافاعي؟ يطير السؤال، مثل طير السعد ، محاولا اختراق جماجمنا التي التهبت لرؤية الرب وهو يحمل بين يدية فتاة بلون قشور البرتقال، تتنهد الأفواه ، وتشرأب الرقاب خوف ان يحط الطائر عند احدنا فيحتار بهوس ارتباكه ،نتمنى، ان تموت الاسئلة في مهودها، بصمت نتمنى ان لايحط هذا الطائر الخبيث عند اسرارنا المصبوغة بالفضيحة والعتمة، نتسربل رجولتنا، فتأخذ الى صدرها الدار بلبن الإجابات ، ثمة الكثير من الاجابات التي لا نريد الاقتراب منها، وسؤال واحد نمنح كلنا من اجل تفكيك خلايا معانية. ـــ كيف نستطيع الوصول الى هاتيك المدن الباعثة على خربطة مواضينا ومنحنا شارات حاضر ملموم بين يدي اناث يضحكن ليل نهار.. مثلما استطاع الرب؟ تقول/ او يقلن كلهن / ان الارباب الرواحل ، الغارقين بعرفان نسياناتهم، انما احبوا لدونة الاغراء، وعذوبة الافرشة التي لا تجيد غير الانكشاف والإتيان بسر اللعبة التي ما تلبث ان تنتهي عند اول ومض ضوء يفلش الرغبات ويحيلها الى مجرد ذكريات عارية لا تفيد بشيء… الارباب الرواحل افشلتهم ذكورتهم المائعة مثل جكليت المدن، لهذا راحوا يشيدون مدن مواجعهم وخرابهم، ويتحولوا الى مجرد هواء فاسد، تطردة الانفاس الراغبة بالنقاء والحبور. ï دائما نتحدث /عن وقار احلامنا وهيبتها، عندما تبدأ الربة بنثر درر عطاياها نستقر عند اول منارات غبارنا الواهم ، تقول الربة وهي تملح اجسادنا بعرق ثمار الجمار/ فأنتم من يملك زمام الحناجر، وأن كانت تيجان اليابسة تحاول ان تاخذكم اليها، لاتحاذروا الرماد ، ولتنغمس اعماركم في طرب يحيي الغرباء لتشف قلوبهم، خيالاتكم ثقيلة بالمكر، المجبول على دك اوتاد الارض بسيقان من هجع الردح الاخذ بالتعالي، انتم، انتم ولا احد غيركم ،تتألق محاسن رياح وجودكم مثل رياح تتعالى بأجنحة من ود وإخاء، روحوا بعيدا….. شرقوا او غربوا فلا امكنة تستطيع احتواء كلكم غير هذا المكان الفاتح فمه مثل بشة ماء يطوق عنقها اصفرار الشمس، /. يصمت لوقت نخاله اطول من كل الدروب التي سلكناها، تطرق رؤوسنا حزنا وألما، ونروح نستجدي بقايا فتات خلواتنا التي لا تبوح بغير الاستفهام والارتجال ، والأكف التي تبحث دونما معرفة او اتقان عن لدونة لحم لا نستطيع التكهن بلونه وعذوبة ملمسه، تظل الاشياء عصية، وتضيع مفاتيح الارتباك بين ثنايا ارتجا فاتنا التي ترسم معالم الحياء والرجولة معا، تغدوا هياكلنا المدسوسة بين طيات ثياب الظلمة مجرد ريح سموم تدوي، تتراجع الامزجة قليلا ، ثم ما تلبث ان تفر مخشخشة عبر مسالك الوضوح، حين تتفلش اللحظة، نظم اسرارنا الى بعضها، ونضع بدلها قلائد من استبرق الافصاح والمسرات، ليس ثمة فشل ما،ليس ثمة سوى صهيل جيادنا الموغلة بالوحشية والتعري والسبي، والآهات التي تمطر عند جذوع النخيل، والتمرغل في تراب اللذة التي تتمنى الاستمرار، الفشل سيف مقاتلنا المانح لهذا الكم من الحكايات التي تجعل من قش فواجعنا جبال واضحة ، يراها كل من ينقاد الى الصمت ويلوح الى قافلة وجودنا المفتونة// تحدق اليك اناث الفجر.. فدع سوءة الارواح الشديدة التفاخر تهدم اركان عبثها غير المتمكن من الاندياح باتجاه انساق لحظاته الحالمه// . ـــ مالذي جعلنا هكذا ؟ ، سؤال تحيره نبضات القلوب ، وترسم حروفه همسات الفزع التي تجذب عنان الافئدة المتشحة بكركم الترقب الذي يتوجب ان يكون شديد الحذر،والاحتياط الى مكر افرشة القش، الاجساد مفاتيح الارواح التي تمرغلت بخجل المواضي وممنوعاته / حين اجس نبض عريها الملموم الى ارتباكها، اتعمد النظر الى اصفرار عينيها، النظر الى عمق تأثير تلك الحظ العصية على البوح، تطلق صراخ محنتها دون خجل انثوي، هي تفلت من بين اكفها طائر القلق لتمسك بذيل مسراتها ،لكنها تعود لتضع احلامها فوق طبق الانوثة المفجوعه ،تخربش تاوهاتها عن عمد سابة ذكورتي التي لاتجيد عزف تلك الالحان الاباعثة على الانهيار، لحظات الانهيار هي التي كانت تبحث عنها ، فيما كنت ابحث عن لحظات وجد وصمت وشيء من البوح العلني الفاسد، الهمس لايشكل غير الفوضى، والفوضى تاخذها الى حيث كان الاب يتأمل اناثة بحقد غريبن يضع طبق الطعام امام جوق الصبيان ، فيما يلذن باذيان الحائط المكفهر بانتظار فضالات الايادي التي تتعمد بأن لاتبق شيئا، تمحو نظرات التوسل كل شيء، وتغيب بين مخاوف نيرنها، وحدها كانت لاترغب بذلة الانتظار، تغمض روحها لتبحث بين ركامات انوثتها عمن يرضي غرائزها ويثور وجع الاحتجاج، تعرف ان ليس ثمة من لحظة خلاص، فلقد امنت تلك الحيطان بمحاصرتها، واطاعت اوامر الاب الذي كان يبحث عن ملذات عابثة، ليعود عند منتصف اللليل وهو يعويطالبا الغفران من ذاك الاله الذي رفض المجيء الى حيث هو الان،//ترتحل خيول انوثتها/ الى اين؟/ السؤال يشتاق الى اجابات / الاجابات حائرة حزينة/ طيلة حصارها داخل جدران ابوتها كانت ترمي اساطير اعلانها / تجلس عند ظل الحائط لتستعيد مواقد رغباتها/ رويدا تغير دورتها الشمس/ لتمنحها بقايانور كانت قد نسيته عند بوابات الارباب هناك/ الهناك يوجعها/ فتروح تحدق في عمق المرايا، علها تجد ما يسد رمق الارتياح، لكنها تعود وهي تحمل كوار فشلها، لترمي به عند حضن الام التي لاتجيد غير الصمت/ تعاود الكره



















