القمصان البيض

القمصان البيض

 تنطلق شرارة اي ثورة من رحم معاناة وظلم كبيرين ، ودائماً ماتكون مثل هذه الثورة ذات مبدأ وهدف يستحق التضحية من اجله بكل ماهو غالٍ وثمين في سبيل رفع الحيف عن طبقة معينة من طبقات المجتمع والمساهمة بالضغط على السلطة لتصحيح مسار البلد وإحقاق الحق واخذ الحقوق من دون نسيان القيام بالواجبات اتجاه الوطن والدولة ، حالة الثورة تكون متفجرة بشدة عندما يعيش البلد أزمة مستمرة وحصول تردي في وضعه الاقتصادي والامني وانتشار افة الظلم والفساد وتكون هذه الحالة اكثر دقة بالانفجار عندما تكون موجهة نحن أهدافها المعلنة والمعروفة للجميع ، ان الساحة الطلابية تمثل إمكانية هامة في إطار التفاعل الصحيح مع الأحداث وقراءة الواقع والتفاعل بالشكل الايجابي لإنقاذ البلد والتخلص من الفساد وإعطاء حلول جذرية للازمات .

الحركة الطلابية داخل الجامعات واعتمادها التظاهر كوسيلة للتعبير عن سخطها من الوضع الراهن الذي يعيشه البلد يعطي عدة دلالات أهمها انطلاق ثورة لاصحاب القمصان البيض لتوازي التظاهرات الاجتماعية الآخرى المطالبة بالإصلاحات ،لكن المهم هو هل سيتم توجيه الطاقات الطلابية المتحمسة للإصلاح ؟والتغيير الى المسار الصحيح واستثمارها افضل استتثمار وربطها مع الحركة الاحتجاجية الاجتماعية للوصول الى الهدف المنشود من هذه الاحتجاجات ، ان الحالة التي عليها الكثير من الجامعات هي بداية الاشتعال المفاجئ بعد الصمت الطويل للحركة الطلابية التي أصبحت الان متحمسة وأتسـمت بالعزيمة والاصرار من اجل المساهمة في إنقاذ البلد مما هو عليه .

لابد من عدم نسيان احتمالات وقوع مواجهة مع الموجودين في السلطة او بالاصح استخدام القوة ضد احتجاجات الحركة الطلابية خاصة والاحتجاجات الشعبية التي انطلقت منذ سنة تقريباً لكن الايام القليلة الماضية شهدت تطورات ملفتة في المشهد العراقي بعد دعوة الصدر للتظاهرات وانطلاق احتجاجات داخل خمس جامعات كبرى كانت بدايتها جامعة المثنى والتي قام الطلاب فيها بالتظاهر وعدم السماح لوزير التعليم العالي بالدخول لجامعتهم والتي ممكن ان تتفاقم وتتحول الى عصيان سلمي طلابي داخل الحرم الجامعي .

ان تطور المشهد سيجعل من وقع هذه التظاهرات على الحكومة والبرلمان والنظام برمته أمراً قاسياً ، لكن السؤال الذي يظل يطرح نفسه هل سيقوم العبادي بإصلاحات جوهرية من خلال تغيير الكابينة الوزارية والحد من الفساد القائم في مؤسسات الدولة والاستجابة لمطالب المتظاهرين ؟

هذا ماستكشفه الايام القادمة ماقبل اقتحام الخضراء !

حسنين الزيدي – بغداد

مشاركة