وفد دولي يثمّن الإلتزام بالمعايير الديمقراطية لإنجاح الإستحقاق الوطني
العراقيون يدلون بأصواتهم على أمل ولادة برلمان يلبي طموحاتهم
بغداد – قصي منذر
يستعد العراقيون اليوم الثلاثاء، للإدلاء بأصواتهم في الاقتراع العام للانتخابات البرلمانية، التي ستحدد أعضاء مجلس النواب المقبل، وترسم خريطة المشهد السياسي للسنوات الأربع المقبلة، في استحقاق يعد من أهم مراحل العملية الديمقراطية. ويأتي هذا الاقتراع بعد يومين فقط من إجراء الاقتراع الخاص بالأجهزة الأمنية والعسكرية، الذي أُجرِي يوم الأحد الماضي، وشارك فيه مليون و313 ألفًا و859 ناخبًا. وقالت المفوضية أمس إن (نسبة المشاركة في الاقتراع الخاص 82.42 بالمئة، وهي نسبة غير مسبوقة في الانتخابات الخاصة بالعراق)، واضافت إنه (في هذه الانتخابات سيتنافس 7 آلاف و743 مرشحًا، بينهم 5 آلاف و496 رجلًا، وألفان و247 امرأة، على 329 مقعدًا مخصصًا لمجلس النواب العراقي، الذين سيتولون في المستقبل القريب انتخاب رئيس الجمهورية ومنح الثقة للحكومة الجديدة). وتتصدر بغداد المحافظات، من حيث عدد المقاعد المخصصة لها، بواقع 69 مقعدًا، منها 17 للنساء، تليها محافظة نينوى بـ 31 مقعدًا منها 8 مقاعد مخصصة للنساء، ثم البصرة بـ 25 مقعدًا منها 6 للنساء، وذي قار بـ 19 مقعدًا منها 5 للنساء، وفق توزيع المقاعد بحسب الكوتا المقررة لكل محافظة ومكون اجتماعي. كما أكدت المفوضية، جاهزيتها الكاملة ليوم الاقتراع العام. وأكد رئيس الفريق الإعلامي للمفوضية عماد جميلفي تصريح أمس إن (المفوضية تعمل على مدار الساعة وبجهود مكثفة لضمان سير العملية الانتخابية بسلاسة وشفافية)، داعيًا (جميع الناخبين إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات، والمساهمة في إنجاح هذا الاستحقاق الوطني المهم)، مؤكدًا إن (المفوضية ملتزمة بشكل كامل بتطبيق التعليمات والإجراءات التي تكفل نزاهة الاقتراع وشفافيته، وتستمر في التنسيق مع الجهات المعنية لضمان أن يكون يوم الاقتراع محطة ديمقراطية ناجحة تعكس إرادة المواطنين). من جانبها، أوضحت المتحدثة باسم المفوضية جمانة الغلاي أمس إن (الاقتراع العام انطلق اليوم الثلاثاء بمشاركة اكثر من 20 مليون ناخب، موزعين بين 8 آلاف و703 مراكز اقتراع و39 ألفًا و285 محطة انتخابية في جميع المحافظات العراقية)، مؤكدة إن (المفوضية حرصت على توفير جميع وسائل الراحة والتسهيلات للناخبين بما يضمن انسيابية عملية الاقتراع وأمانها). وكانت المفوضية أقد أكدت إن عملية العد والفرز اليدوي والإلكتروني في الاقتراع الخاص، الذي أُجري الأحد الماضي، تمت بشكل مطابق ومتكامل، وتم تسليم شريط النتائج لجميع وكلاء الأحزاب السياسية، مع استمرار متابعة أي ملاحظات أو مخالفات محتملة لضمان مصداقية النتائج وشفافية العملية الانتخابية.
في غضون ذلك، كشف تحالف الشبكات والمنظمات الوطنية لمراقبة الانتخابات، عن رصد 3 آلاف و273 مخالفة خلال الاقتراع الخاص، شملت جميع مراحل العملية الانتخابية من افتتاح المراكز والاقتراع والإغلاق إلى العد والفرز. وأوضح التقرير أمس إن (المخالفات تضمنت 35 بالمئة مشكلات تقنية، و25 بالمئة تأخرًا في الإجراءات، و20 بالمئة مشكلات أمنية، و15 بالمئة مخالفات إجرائية، و5 بالمئة مخالفات لوجستية، بينما حافظت أغلب المراكز على انسيابية وشفافية العملية الانتخابية، مؤكدة التزامها بالمعايير الدولية).
الى ذلك، أكدت قيادة العمليات المشتركة، إن مشاركة الأجهزة الأمنية في التصويت الخاص تجاوزت 80 بالمئة، وهو رقم غير مسبوق يعكس وعي المنتسبين وحرصهم على ممارسة حقهم الدستوري بحرية. في وقت، أكد جهاز الأمن الوطني العراقي، إنه استخدم هذا العام، التكنولوجيا الحديثة لأول مرة عبر برنامج إلكتروني خاص لتأمين العملية الانتخابية. وأشار الجهاز بيان تلقته (الزمان) أمس إنه (تم توزيع برنامج الكتروني بين جميع القيادات الأمنية والمفارز الميدانية لنقل المواقف والتوجيهات بشكل مباشر، مما أسهم في تسريع إجراءات الرصد والمعالجة الفورية لأي طارئ، وكذلك تم تجهيز النظام بأنظمة حماية عالية من قبل الجهد الفني للجهاز لضمان بيئة انتخابية آمنة ومستقرة في عموم البلاد، بالتنسيق مع جميع الأجهزة الأمنية والوكالات الاستخبارية المعنية، بما يعكس الحرص الكامل على نجاح هذا الاستحقاق الوطني الهام في أجواء من الأمن والنزاهة والشفافية). في تطور، أكد رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، حرص العراق على نزاهة الانتخابات وتمكين المراقبين الدوليين من أداء مهامهم بحرية واستقلالية.
وقال بيان تلقته (الزمان) أمس إن (رشيد التقى وفد المراقبين الدوليين برئاسة تامالا لونغابرغر في قصر بغداد، حيث جرى بحث سبل التعاون والتنسيق لدعم الممارسات الديمقراطية ونشر ثقافة المشاركة الانتخابية)، وأشار رشيد إلى إن (الاستقرار السياسي والأمني، ساهما في تعزيز الاقتصاد وجذب الاستثمارات وترسيخ مكانة العراق إقليمياً ودولياً). من جانبها، أعربت لونغابرغر وأعضاء الوفد عن (شكرهم لرئيس الجمهورية والتزامهم بالعمل وفق المعايير الدولية لإنجاح الانتخابات).
