نبض القلم
العدل – طالب سعدون
العدل واضح والباطل واضح ايضا ..
العدل ببساطة ان تعامل الناس بما تحب ان يعاملوك به .. قول شائع وحكمة ترد كثيرا على لسان الناس ..
وبهذا المضمون هناك قول مشهور ينسب الى الامام علي ( ع ) .. ( اجعل نفسك ميزانا بينك وبين غيرك فاحبب له ما تحب لنفسك واكره له ما تكره لها وأحسن له كما تحب ان يُحسن اليك ولا تظلم كما تحب ان لا تُظلم .. ) وهو بهذا القول يضع قياسا بسيطا للعدل لا يحتاج الى قانون لكي يعرفه الانسان ويتعامل به .. قانون اجتماعي يصلح لكل زمان ومكان ودين وقومية ..
الاحداث المتغيرة تحتاج الى اخلاق ثابتة .. قول مأثور اخر.. نتعلم منه ان المبادىء الصحيحة والقيم العليا هي هي ثابتة لا تتغير .. فالعدل والحق والبر والاحسان والصدقة والتسامح والحلم والشجاعة وغيرها الكثير ونقيضها ايضا هي ثابتة على مر الازمان والعصور لا تتغير ولكن تعامل الانسان والتزامه بها يتغير .. أي لكل منهما انسان بمواصفات خاصة تناسب ما يقوم به من عمل الخير أو نقيضه .
قول ماثور وكلام جميل اخر وردت فيه قصص جميلة يصلح القياس عليها منها قصة ذلك الشيخ الكبير الذي إعتاد أن يبيع الزبدة التي تعملها زوجته في البيت على بقال بواقع كيلو غرام ( للكرة ) الواحدة ، ويأخذ مقابلها مواد غذائية منه لعائلته ، واستمر على هذه الحال مدة طويلة ، وفي يوم ما شك البقال بان ( كرة الزبدة ) أقل من كيلو غرام ، وعندما وزنها تأكد له ظنه ، ووجدها بحدود 900 غرام ، فوبخ الشيخ الكبير ، وإنهال عليه بالكلام البذيء أمام الناس ، وإتهمه بخيانة الامانة ، وعدم الثقة ، فقال له ( مهلا مهلا يا أخي .. إنني لا أملك ميزانا لكي أزن به ( كرات ) الزبدة التي أبيعها لك ، لوضعي المادي المعروف ، فاتخذت من كيلوغرام السكر الذي اشتريته منك مقياسا ( لكرة الزبدة أيضا التي أبيعها عليك طيلة تلك المدة ) …
فاطرق البقال رأسه خجلا ، وتيقن أن …( المكيال الذي يكيل به للناس سيكال له به يوما ما ) …
اذا أقرب موارد العدل القياس على النفس .. ( فمن إستثقل الحق أن يقال له ، أو العدل أن يعرض عليه ، كان العمل بهما اثقل عليه ) .. هذه الاقوال التي تطابق تصرفات اصحابها تؤكد ان الاخلاق العالية جزء من العقائد السامية .. فالعقيدة الكبيرة لا يمكن ان تكون بهذا الوصف بدون اخلاق تناسبها .. وكان الرسول مثالا ثابتا على مر التاريخ في الخلق الكريم . وقد خاطبه الله تعالى بما يناسب أعلى صفاته الكريمة وانك لعلى خلق عظيم ..
باختصار :
مكارم الاخلاق اساس النهوض والتطور المادي والمعنوي للمجتمعات ..
والعدل فضيلة كبيرة في الحياة ..
ومن العدل ان ياتي الرجل من الحجج لخصومه بمثل ما ياتي به لنفسه ..
اللهم كما احسنت خلقي فاحسن خُلقي .
000000000000000000000000000
كلام مفيد :
الخلق رزق ..
الاخلاق كالارزاق بين الناس .. فيها الغني وفيها الفقير .