ماجد شاكر الكلابي
تشهد شوارع العراق يوميًا حوادث سير مروعة تودي بحياة العشرات وتصيب المئات، وغالبًا ما يُلقى اللوم على سوء الطرق والتبليط.
لكن الحقيقة أن العامل الأكبر لهذه الحوادث هو السرعة الفائقة التي يقود بها العراقيون، خاصة مع انتشار السيارات الحديثة التي توفر قوة دفع كبيرة وقدرات تسارع عالية.
في السنوات الأخيرة، أصبح امتلاك سيارة حديثة أمرًا شائعًا بين العراقيين، خصوصًا مع تسهيلات الاستيراد والأسعار التنافسية. هذه السيارات مزودة بتكنولوجيا متطورة تمنح السائقين شعورًا بالسيطرة، لكنها في الواقع تزيد من خطورة القيادة عندما يتم استخدامها بتهور.
على الطرق السريعة، يمكن ملاحظة المركبات تنطلق بسرعات تتجاوز 180 كلم/ساعة، ما يجعل أي خطأ بسيط قاتلًا.
البيئة المرورية في العراق لا تساعد على ضبط هذه الظاهرة. ضعف الرقابة المرورية، غياب قوانين رادعة، وعدم التزام السائقين بأنظمة السير، كلها عوامل تزيد من مخاطر القيادة. في كثير من الأحيان، يتباهى الشباب بسرعة سياراتهم على الطرق العامة، ويتعاملون مع القيادة كمغامرة أو سباق مفتوح، متناسين أن لحظة واحدة من التهور قد تودي بحياتهم وحياة الآخرين.
الحل ليس فقط في تحسين الطرق أو زيادة التبليط، بل في رفع الوعي بأهمية القيادة الآمنة. فرض قوانين مشددة على السرعة، تعزيز المراقبة المرورية، وتشجيع حملات التوعية قد تكون خطوات فعالة للحد من نزيف الأرواح المستمر على الطرقات. فالأمر لا يتعلق بجودة الشوارع، بل بعقلية السائقين الذين يملكون سيارات سريعة، لكنهم يفتقرون إلى الانضباط والوعي المروري.