الربيع أقبل
بالحسن يختال
وزهو القرنفل
الكون صار مثل عروس
لبست ثوبها الاعسل
لعب الوصل فيها وتغزل
الربيع أقبل والعيون
بالوان الورد تتكحل
والنسيم عذب
وفراش الروض يتدلل
الورد ٌ أحمر والورد ابيض
بين عينيها يتكحل
والورد ٌ أصفر فيه
خفر وانكسار مغفل
والبنفسج تعرى
يسلب القلب وينسل
كما سلبت ذات
الثغر العناب قلبه الانبل
الربيع أقبل والعطر
فواح على خده البلسم
والندى رفيق
خصرها الاهزل
الربيع أقبل يخلع
ثوباً أصفر
يلبس ثوبا .. احمر
العشق طبعه الانبل
والنحل بين افياءه يتعسل
والماء رقراق يتناثر
على خديه والمُقل
والقلوب يغسلها
من كل حقد وعلل
ابتسمت حزينة القلب
كالفجر اذا اطل
والليل يزهو
برضاب ثغرها ويتفلفل
فمالت تقطف الورد
فصاح الورد
يا بضيضة الصدر تمهل
ويا ساحرة العينين
هذا ربيع.. لا يؤجل
الورد لغة العاشقين
وفي عطره الروح تتبدل
وانا بين اعراشه افتش
عن سيدة الحسن
الذي لا يذبل
وحبيبتي التي
على ذكراها اتعلعل
صدودها عني
كالقمر الذي يأفل
الربيع أقبل والوطن
لا زال بالاحزان مثقل
اما آن لليل ان ينجلي
وقلوب الشر تنجل ؟
جروحنا كالورد الاحمر
وشهداءنا بغير النصر لا تقبل
وعلى جثامين فتية الجنوب
يطلع الورد الاحمر يتهلهل
الربيع أقبل أشهدي
يا ربوعنا الضاحكات
انا مقدام وانا للحق اعدل
وانا العراق وانا الحر وانا البطل
اخلعي عنك .. كل الهموم
فالارض تحت أقدامهم تتزلزل …
وافتحي الدواوين
لحشود الشعب
وانثري الورد والفل
فالنصر قد أقبل …
عبد صبري أبو ربيع – الدنمارك
