التقبيل السياسي

التقبيل السياسي
من الناحية التاريخية كان الرومان يذيلوا العقود بالقبلة والمسيحيون يقبلون بعظهم بعد تلاوة الصلاة. ثم تحول الى تقبيل الخشب والاعمال الادبية والدينية والصلبان والاقدام والارض…الخ. من الناحية الفسلجية فالقبلة تحرق (12) سعرة حرارية وتساعد في تخفيف السكر والكولسترول وتفيد القلب. اما من الناحية السيكولوجية (النفسية) فهي تؤدي الى الهدوء والاسترخاء وتغسل القلوب وتقلل من عدائية الانسان.
وهذا ما يحتاجه السياسيون في العراق. فقد انجبت تجربة السبعينات عند تآلف الاحزاب في الجبهة الوطنية والقومية التقدمية مدّة ذهبية في كافة ميادين الحياة ففرغت السجون وازدهرت الزراعة والصناعة والثقافة والعمران وانتهت البطالة، وبلدنا الان بحاجة الى مثل تلك التجربة فقد ادت الخلافات بين الكتل السياسية الى وضع البلاد على كفي عفريت كما يصفونها وتدهور الوضع الامني وزادت عصابات الخطف، الابتزاز، القتل، المفخخات، الاغتيالات بالكاتم سيئة الصيت ،كثرت البطالة وزاد التضخم واستفحل الفساد الاداري..الخ حتى وصلت البلاد الى حافة الهاوية تقريباً. ان اختلاف الاراء والمواقف والتناقض في بعض القضايا لا يؤدي بالضروري الى صراع مسلح لحذف الاخرين بل ان قانون (وحدة وصراع الاضداد والمتنافضات) الفلسفي يعني الجدل البنّاء والمنافسة الشريفة التي تقود الى التطوّر ولكن التفسير الخاطيء لهذا القانون الجدلي والذي ينفي الوحدة منه يؤدي الى العنف كما فعل ستالين في زمانه. ان شعبكم الفقير في بلده الغني يتمنى لو قطع ذلك الاصبع الذي استعمله في الانتخاب بدلاً من قطع الارزاق والاعناق الذي يمارس بحقه، ويتطلع الى نبذ الخلافات والتهميش والاتفاق على المشتركات الوطنية ويدعوكم الى استعمال القبل التي تغسل القلوب وتريح الانفس وتقلل من العدائية بعيداً عن تلك القبل المعدية للامراض الطائفية والمذهبية والعنصرية للنهوض ببلدنا من واقعه المزري.
عارف السيد- بغداد
AZPPPL

مشاركة