التشكيل خيمتي‮ ‬ونجمتي – نصوص – عبدالله المتقي

الفنانة العراقية نادية فليّح :

التشكيل خيمتي ونجمتي – نصوص – عبدالله المتقي

يسكنها العراق والتشكيل  ، حد أنها نزفت ألوانا تعبيرا منها على إبادة النخيل  ، ترسم وطنها  ، وكائناتها المشوهة  ، وتحلم بخريطة يعطرها الطيب بدل روائح الحروب الصغيرة والكبيرة  ،

دوما لوحات معرضها مهووسة بالعراق ولا شيء سوى العراق  ، الذي تتألم لحاله وأحواله  ، بيد أن الحلم بغد جميل يظل واردا  ، لدى الفنانة التشكيلية العراقية نادية فليح التي كان لنا معها هذا اللقاء:

حوار –

{ في معرضك الأخير احتفاء بالنخلة لكن بجذوع خاوية  ، فما الحكاية ؟

– الحكايه بدأت عند رجوعي الى دياري في السنة التي تم فيها غزو العراق في 2003 رأيت هول ماأصاب العراق وتحديدا بغداد من خراب وحرق وتهديم  ،كما أبيد النخيل واحرق بالكامل وبعضه قطع رأسه….منظر مهول حقيقة . حيث المأساة تتكرر  ، وكان معرضي الأخير ..

{ كائنات بعض لوحاتك الأخيرة محروقة  ، هل هو هول الحرب  ،سرطان المرحلة  ، أم موت النخيل ؟

– أعجبتني تسمية كائنات ، هي كذلك فعلا ، ، فهذه المناظر المؤلمة والتي لا تريد أن تنتهي  ، هي من أخرجت كائناتي  ، هول الحروب  ، وسرطان المرحلة  ، من فساد وقتل واغتيال لكل ما يمس الحياة . فموت النخيل هو اغتيال لكل ماهو جميل  ، وجميعنا يعرف ان النخلة هي كائن مكرم سماويا فتشبيهي النخلة بالإنسان ماهو إلا تكريم له .

{ أنت تعيدين تنظيم الصورة المرئية اعتمادا التفكيك والتحليل والتركيب والتجريد لصالح التجريب هل أنا على حق ؟؟

-مايميز هذه المرحلة أنها مفتوحة بالكامل على التجريب والاستخدام الذكي له  ، وربما لكوني في كرافيكية واٌدرس مادة الكرافيك في معهد الفنون الجميلة  ، كما أن هذا الفن يتيح لي التعامل الكبير والمباشر مع مختلف الخامات ونسيجها والحساسية العالية للأسطح المطبوعة وهذا الشغف والمتعة للبحث في التجريب الذي لاينتهي ’ هو من جعلني أوظف التفكيك والتجريد والتركيب لصالح التجريب .

{ مالذي يفعله هذا الحضور للون الأحمر بهيئة بقع أو مساحات هندسية او نقط صغيرة ؟

حضور الالوان لدي مهم كونه عنصراً وعاملاً مهماً في صناعة العمل الفني وله دلالات وظيفية وروحية يجب على الفنان ان يصوغها بشكل صحيح وذكي  ، بما يخدم البناء التشكيلي للعمل وبما يخدم الطرح والتيمة  ، فتراني بكل تجاربي أوظف لونا محددا يكون له ميزته حسب الموضوع  ، الاحمر مثلا لون حار ويشد الانتباه  ،فقد تراه يرمز للعنف والقتل الذي اصبح ملازما لحياتنا.

{ وأنت ترسمين تلك القضبان  ، ماالذي كنت تتصورينه خلفها ؟؟

– لا انا لا أتصور شيئاّ خلفها بل إني أراها بدواخلنا تعيقنا وتكبلنا تلك القضبان تحيطنا صراعنا معها أزلي كازلية الإنسان والخلق …فعلينا العمل جاهدا كي نرفع هذه القضبان وان نشعر بالحرية الكاملة المطلقة.

{ أين الأمل ؟ واين الوطن . واين الحلم في لوحاتك ؟

– الامل بالنسبة لي أصبح هاجسا أحاول البحث عنه باستمرار ، لو كنت أحس به لظهر في أعمالي حيث اصبح أملي مرتبطا باستقرار وطني .

{ ماذا عن ملامح معارضك السابقة وباقتضاب ؟

– كل معارضي السابقة والحالية تتحدث عن تيمة اساسية وهو الواقع الذي يعيشه العراق وكيفيه التعبير عنه وهو واقع مؤلم بكل مراحله وتنقلاته  .

{ منحوتات  ، لوحات  ، تجريد حميمي  ، شحونات روحية  ، فأين تجدينك ؟

– أجدني في كل هذا  ، لأن الفن شبابيك مفتوحة على الجديد  ، والعمل الفني نفسه هو مزيج وزواج أبيض مع مجموعة من الأشكال واصبح المنتج يطلق عليه العمل الفني بشكل عام بعيد عن تسمية اللوحة او النحت او الخزف …..بالنسبة لي  ، ما عاد يستوقفني مجال اختصاص او خامة او طريقة  ، أنا كالحلم المفتوح باختصار.

{ أتصور انك فنانة الآن  ، والأمس  ، كيف ترين المشهد التشكيلي العراقي أمس والآن ؟

– صراحة ما يحدث الآن مؤلماً  ، وذلك لما أصاب المشهد التشكيلي في العراق والانحسار الذي يواجهه بسبب الظروف وهجرة كثير من الفنانين  ، بالإضافة لما أصاب مرافق الحياة جميعها بعد انهيار الدولة . فاصبح الفنان يتيما  ، يعمل بشكل فردي بعيدا عن المؤسسات الفنية التابعة للدولة .

{ ماجديدك التشكيلي ؟

– مشروع كتاب مع المبدع المغربي عبدالله المتقي  ، الكتاب سيكون زواجا أبيض بين الشعر والتشكيل  ، ومضات ولوحات تتمحور حول الحرب  ، البحر ، الحب و.. حاولنا من خلاله البوح برؤانا واختيارتنا  ، هذا اولا  ، اما ثانيا فساشارك في شهر يونيو بمعرض في لندن عاصمة الضباب

{ كلمة أخيرة.

-التشكيل خيمتي ونجمتي.