اضحك للدنيا
لؤي زهرة
اعتدتُ أن اتناول فطوري الصباحي صبيحة يوم الجمعة في مطعم شعبي يقع وسط المدينة وهو مختص بعمل الكبة الموصلية اللذيذة التي ادمنتها منذ ايام طفولتي وصباي ورافقتني كل سني حياتي ، قد يعتقد البعض بأن ما أكتبه هو إعلان مدفوع الثمن يروِّج لنوع مائزٍ من الكبة المصلاوية ، والحق أقول لكم بأن المنتوج الموصلي لا يحتاج الى دعاية فهو اسم تجاري لامع لا يحتاج الى أي ترويج دعائي .
في الجمعة الماضية وبينما كنتُ امارس هوايتي المفضلة في تناول الكبة وأرش عليها ما شاء الله من الملح والبهارات والصوص الحار اذ انتبه صديقي القديم استاذ فضيل الى كوني « الح بالملح « اي انني اضيف كمية كبيرة من الملح الى الكبة فقال لي معترضاً على تصرفي هذا : « لا لا , لا استاذ لؤي أرجوك ، كلشي ولا الملح لأنه خطر جداً على حياتك ، الم تسمع احذروا الأبيضيَّن ، الملح والسكر « فقلتُ له معتذراً له وشاكراً حرصه على حياتي : « شكرا لك أستاذ فضيل ، لكني اعاني من انخفاض مزمن بالضغظ واحتاج دائماً الى الملح والسكر» . لم يقتنع استاذ فضيل بأعذاري وراح يشرح لي المزيد عن خطورة الملح ثم قال لي وهو يتمعن بصحن الفلفل الذي على الطاولة امامنا : « استاذ لؤي انظر الى الفلفل الذي امامك ليس له اي تأثير سلبي على الجسم فأن كنت اكثرت منه فهو لا يضرك أبداً بل على العكس من ذلك فهو له تأثيرات ايجابية عديدة ، الم تلاحظ الهنود ؟ كيف تجري حياتهم بايقاع سريع لأنهم يُكثرون من تناول الفلفل الحار فهو يفتح مسامات الجلد ويزيد التعرق ، أنظر اليَّ انا كيف اكثر من تناول الفلفل لأنه يطيل العمر ، ففي دراسة حديثة اثببت ان الفلفل يطيل العمر لذلك تجد اكثر المعمرين بالعالم هم من الهنود . « لا أكتمكم سرا فقد اقتنعتُ ايما اقتناع بكلام استاذ فضيل وقررتُ أن اعتمد طريقته في تطويل العمر والحفاظ على صحتي المتدهورة .
اليوم الجمعة خرجت كعادتي الى الى مطعم الكبة الموصلية وبعد ان احضر النادل صحن « السوب والمقبلات « وبدأت بوضع رشات متتابعة من الفلفل كما وصفها لي استاذ فضيل ، وما انتهيا حتى جاءني النادل مرة أخرى وقال لي بلجة عراقية : « استاذ ما افتهمت بالخبر ؟ « فقلتُ له : « خير شكو ؟» فقال لي بحزن : « لقد مات صديقك استاذ فضيل! « . فقلت له متعجباً : « لا ! ليش؟ شلون مات ؟! «
فقال لي : « والله ما ادري ، البارحة كان يأكل كبة هنا ، وحط فلفل هواي كلش هواي واختنق بالفلفل ومات « !!! .