الإبراهيمي يرسم صورة قاتمة أمام مجلس الأمن السوريون يخشون مراجعة المستشفيات الرسمية
خلافات بين كتيبة الفاروق والمقاتلين الأجانب في حلب
نيويورك ــ مرسي أبوطوق
بيروت ــ دمشق ــ أ ف ب ــ الزمان
أعلن المبعوث الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي امس امام مجلس الامن ان الحرب في سوريا تتفاقم وتلوح فيها ازمة غذائية حادة، بحسب ما نقل عنه سفراء مستبعداً احراز تقدم اليوم أو غداً لتسوية النزاع السوري. كما اعلن الابراهيمي امام الدول الـ15 الاعضاء في مجلس الامن الدولي ان نظام الرئيس بشار الاسد يقدر بخمسة آلاف عدد الاجانب الذين يقاتلون الى جانب المعارضة في سوريا وان دمشق تزداد قناعة بأن الحرب الدائرة في البلاد هي مؤامرة من الخارج ،. ورسم الابراهيمي، الذي كان يستعرض امام المجلس نتائج زيارته الاخيرة لسوريا التي التقى خلالها الرئيس بشار الاسد، صورة قاتمة للنزاع الذي اوقع 29 ألف قتيل خلال 18 شهرا بحسب حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان. وأكد امام المجلس ان تعذيب السجناء اصبح أمرا معهودا وان السوريين باتوا يخشون التوجه الى المستشفيات التي يسيطر عليها النظام. واوضح ان 1,5 مليون شخص فروا من منازلهم وان البلاد تواجه نقصا حادا في المواد الغذائية لان المحاصيل أتلفت بسبب المعارك بين قوات الجيش والمعارضة المسلحة. فيما أبدى المعارضون السوريون من كتيبة الفاروق عن عدم رضاهم من تصرفات المسلحين الأجانب الذين يحاربون الى جانبهم القوات النظامية في مدينة حلب وضواحيها، ويطالبونهم بمغادرة المدينة. ويبدي مقاتلو الفاروق تذمرهم من محاولة اضفاء صفة دينية على قتالهم حيث انهم ينتمون الى انتماءات سورية مختلفة ويراعون الشعار الديني لزيادة حماس القتال لكنهم يتبنون المشروع الوطني المدني. من جانبهم افاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية ان مناطق واسعة في شمال سوريا على مقربة من الحدود مع تركيا باتت خارج سيطرة النظام السوري وبعضها منذ اشهر عدة.
اختطاف 150 مزارعاً مسيحياً
على صعيد متصل اختطف مسلّحون سوريون وآخرون لبنانيون، امس، نحو 150 مزارعاً من منطقة ربلة جنوب غرب حمص السورية، واقتادوهم الى جهة مجهولة. وقال مصدر محلي في ربلة ليونايتد برس انترناشونال، قام مسلّحون سوريون من منطقة جوسيه القريبة من الحدود اللبنانية ـ السورية المشتركة، ومعهم مسلّحون لبنانيون، باختطاف نحو 150 مزارعاً من بلدة ربلة أثناء قيامهم بقطف التفاح في مزارع البلدة . وأضاف أن المسلّحين اقتادوا المزارعين الى جهة مجهولة، ولم يُعرف مصيرهم حتى اللحظة .
يشار الى أن مسلّحين قاموا منذ نحو شهر بمحاصرة بلدة ربلة التي يقطنها نحو 12 ألف مسيحي، وقطعوا عنها الماء والمازوت والكهرباء قبل أن يتدخّل الجيش السوري ويفك الحصار عنها.
وأفاد المراسلون انهم خلال تنقلاتهم في المناطق الخاضعة للجيش السوري الحر قطعوا احيانا مئات الكيلومترات من دون المرور على نقاط امنية تابعة للنظام. الا انهم كانوا احيانا يقومون بالدوران حول ثكنات او بلدات لا تزال تابعة للقوات السورية النظامية.
وقال صحافي للوكالة ذاتها زار منطقة ادلب في شمال غرب سوريا في آذار الماضي ثم زارها امس، انه لاحظ تمدد مناطق سيطرة الجيش السوري الحر الى قرى وبلدات عديدة.
وينتشر عناصر الجيش السوري الحر على مفترقات الطرق في مجموعات صغيرة وينامون تحت الخيام في اغلب الاحيان ولا يتدخلون الا عندما يشكون في سيارة لا يعرفون ركابها.
وسيطر الجيش الحر على مدينة الاتارب الصغيرة غرب حلب قبل نحو ثلاثة اشهر اثر معارك ضارية لا تزال اثارها ظاهرة على منازلها.
ويؤكد ضباط في الجيش السوري الحر انهم يحاصرون حاليا قاعدة مهمة للجيش على طريق حلب وهي المدينة التي تشهد معارك ضارية بين الطرفين منذ نحو شهرين، وباتوا يسيطرون على المناطق المحيطة بالمدينة ولا يخشون سوى الضربات الجوية.
وكان ضابط في الجيش الحر اعلن للوكالة الاخبارية ذاتها الاحد ان القوات النظامية تتراجع على الارض ولولا تدخل الطيران لكان وضعها اصعب بكثير.
وقالت الغارديان البريطانية امس أن النزاع بين المعارضين والمتطرفين الوافدين نشب قبل بضعة أيام، عندما رفع المجاهدون الأجانب العلم الأسود علم القاعدة على أحد مراكز التفتيش الحدودية مع تركيا.
ونقلت الصحيفة عن قائد كتيبة الفاروق عبد الله أبوزيد قوله لن أسمح بنشر الفكر التكفيري، لا الآن، ولا فيما بعد، ان اسلام النظام السوري الحالي هو اسلام مشوه، ولكن المتطرفين أيضا، يقترحون علينا اسلاما مزيفا، نحن يلزمنا اسلام متنور، وليس الفكر التكفيري .
AZP01