الأمان

الأمان

 قالت لي ابنتي الصغيرة : ياوالدي طلبت مني معلمتي كتابة انشاء عن الامان في العراق ! وانا حائرة بذلك.

وقالت المعلمة غدا ساعطيكم صفرا في دفتر الانشاء ، فقلت لها : ياابنتي لا أريد ان أكذب عليك فان الامان لا وجود له في بلدنا فبكت وصممت ان لا تذهب الى المدرسة ما لا اكتب لها. وبعد برهة قالت لي : دعنا نتمشى خارج البيت ونتجول في الاسواق لعل ياربي ان ترى الامان بعينك يا ابي . وفي كل ما تشاهد شرطياً او رجال الامن تقول لي أليس هذا الامان بعد الرجوع للبيت اكتبه لي وعندما عجزت عن اقنائها بعد الكتابة سحبت جهاز الكمبيوتر وقالت : ادخل على باحث الغوغل وانقل لي موضوعا جميلا فامسكت بالجهاز وعندما كنت اكتب .. الأمان في بلد وقبل ان اكمل الكتابة تخرج لي الامان في سوريا في مصر في تونس في السودان ..الى آخره فقلت لها متعصبا : حتى جهاز الكمبيوتر ياابنتي لا يريد ان يكذب ! فبكت وامسكت بقلم وكتبت بدفترها شيئا وذهبت الى فراشها وفي الصباح الباكر اخرجت الدفتر لارى ما قامت به ابنتي . فقرأت كلماتها البسيطة: اتقبل الصفر يامعلمتي ولم اكذب على نفسي!!

عبود حسن

مشاركة