الأقربون الى الله والوطن
حيدر عبد الخضر
يسقطون من فم الحياة
حكاية مُرة
وموجزا لقوانة قديمة
روتها شفاه ذابلة
يتوزعون مع كل خيط دخان
فتلتقطهم المدن والاشارات
كلما هرولوا باتجاه الشمس
خذلتهم الخطى والتقاويم
ابناء العوز والتجاعيد
لم يلتفت اليهم احد
ولم يحتفلوا يوما بالظلال
جفّت قلوبهم من الرفيف
وأعينهم من الازدراء
ورثة الصدفة
والمواعيد المؤجلة
كم توسدوا من ارصفة ونجوم
وكم حلموا بشجر وزقزقات
وحين باغتتهم الحرائق والقيامات
اعتصموا بالالم والهديل
بزغوا مع اهازيج الوطن
ومفارزه المقدسة
اعمارهم قصب ومشاحيف
وقلوبهم مرافئ وفنارات
اضلاعهم التي طحنتها
السواتر والقرابين
يتأرجح عليها
السماسرة والمهرجون
لم يتركوا نهرا
ولا سهلا ولا واديا
الا وسجدت عليه دماؤهم
ولم يسمعوا نشيدا
الا وعلقوه على اضلاعهم
وهم يهتفون للمنجل
والقمح والحجر
نادرون بما فيه الكفاية
وعراقيون اكثر مما ينبغي
لذا فهم الاقرب الى الله
والموت والوطن والامهات