الأرض..تموت – نص شعري – مشلين بطرس
اُهيل التراب على جسدها النحيل
غطت حباته الرطبة وجهها المشرق الفتي
تُليت الصلوات على سنواتها السبعين!!
صرخت الأرض نادبةً:
واحسرتاه……
أيّ ذنب اقترفته كي ابتلع هذه السموم…؟؟
بغماليون
خلعت ثيابها، ورفعت عنها الغطاء
ظهرت عناوينها تجذب الأعين
عانقت الألوان إغواءها، ورقصت
تنشق قلبه عطر الإثارة
خاطب خياله متمنياً فيها نفح الحياة!!
ضاق صدره من ثقل الصخرة
توسل، وابتهل
ذاب قلب الفنان شمعة حركت دائرة الصراع
أبى الفتيل أن يموت…
قاما من جديد وحلقا في فضاء آخر…!!
طفولة
أنجبها الرصيف على قارعته، فمشطت شعرها الحريري
وارتدت ملابساً تقبّل خاصرتها ماركات شهيرة
عزف البيانو على نعومة أناملها ألحان شايكوفسكي
ورسمت الريشة من لون عينيها لوحات بيكاسو مزخرفة بفسيفساء ليوناردو.
بالت في قماطها، فغضب ميزان رزقها متوقفاً عن العمل.
فاحت رائحة طفولتها تبعد المارة عن مساحة مولدها…
ضمير يبدد وحشيته
أكل جوع يومين نصف قوته، فأخذ يبحث عن فريسته
تجمعت غيوم من غبار المطاردة، عندما وجد غزالاً يشرب من البحيرة
وتشكلت دائرة الصراع على أرض البقاء للأقوى.
هدّه التعب، وتقلصت حدقتاه من شدة الجوع
لكنه لحق بها…
وقع الغزال خائراً…
استرجع الموت مشاهده في ذاكرة الغزال، فهبّ مستعيداً قوته
عاد الوحش ولحق بها….
طاردها بضراوة، فغابت عن أنظاره
بحث عنها….وبحث….
وعنما وجدها مستلقية على الأرض، همّ بالانقضاض عليها
تراجع خواءه مبتعدأ أمام حياة تولد من أحشائها.
إلى…متى؟؟؟
حاربه وقاتله حتى صرعه
سالت دماؤه على أرض المعركة فكشف عنه القناع
لم يكن سوى قريب عدوه وليس هو بعدوه
قرر أخيل الانتقام لقريبه
توسلته الحبيبة ألا يفعل، فالقاتل قريبها
قتل أخيل هيكتور شافياً غليله
قالت له براسيوس: قريبي قتل قريبك وهاأنت قتلت قريبي، فإلى متى ستظل هذه الحرب.
أجابها: هذا لن ينتهي أبدً
لكن فيكتور هيجو مازال ينتظر من المرأة وحدها محو الحرب من كتاب الحياة.


















