ابتزاز

LOAY

اضحك للدنيا

لؤي زهرة

عندما أخبرني صديقي الشاعر حسن النواب بأن صحيفة الزمان قد خصصت عمودا اسبوعيا في الصفحة الاخيرة لكتاباتي الساخرة ؛ هل هي ساخرة حقا ؟! اتناول فيه قضايا بيت ابو عباس وقضايا اجتماعية أخرى قريبة من الواقع . اصبح الآن بأمكاني تدويل قضية ام عباس مع ابو عباس وايصالها الى اروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والكونغرس الأمريكي . اتمنى ان لا ينشغل العالم بالحروب والدمار ويتفرغ تماما لمناقشة قضايا ام عباس مع زوجها . لست ادري كيف عرف ابو عباس بهذا الخبر فعندما ذهبت اليه في نفس اليوم  لم يفتح الباب لي كعادته وحدثني من وراء بابه الموصد بوجهي وقال : أسمع ابو رقيم اتفقنا انا وام عباس ان لا نسمح لك بخول منزلنا الا بفلوس لقد ولى زمن البلاش ؛ لقد قررنا ان يكون الدخول  بعشرة الاف دينار ولمدة ربع ساعة , لا نتكلم معك ابداً , بل نتركك تستلهم قصص من المكان وتتفحص وجوهنا ، واذا أردت ان نتكلم معك بخصوص حياتنا اليومية فيتوجب عليك ان تدفع خمس وعشرين الف بالساعة  وأسعارنا محدودة . لم أصدق ما سمعته من ابي عباس لكنه أكّدَ لي ذلك فقد اقسم قائلاً : والله ! لعد تقبلها ! أنت يصير عندك عمود بصحيفة واني حتى عمود كهرباء ماكو يم بيتي ؟! من أين اتيتَ بهذا العمود الا يعود الفضل الي ؟ وانت بدوني هب بياض ! , طلبتُ من صديقي ان يعدل عن رأيهِ لكنه اصرَّ قائلا : لعد تقبلها انت تشتهر واني باقي على حالي ، لا شغل ولا عمل ؟!  جيب عشرة الاف اسمح لك بالدخول ولكن لا نتكلم عن خصوصياتنا الا بخمس وعشرون الف دينار  ، وليكن في علمك لقد جاءني الكثير من كُتّاب الأعمدة في صحف عربية ودولية وهم على استعداد بدفع ما اطلبه  لكني رفضت لأنك صديقي ….

حقيقة لقد بلغ عندي السيل الزبى فقلت له : « يمعود» افتح الباب لقد فضحتني امام الناس , وفتشتث جيوبي فوجدت فيها عشرة الاف دينار فأخرجتها من جيبي وودعتها وداع الراحلين واعطيتها الى ابي عباس , بعد ان استلم ابو عباس العشرة الاف تفحصها جيدا وفتح الباب ، وصاح بأعلى صوته : ام عباس البسي عبائتك لقد جاء ابو رقيم وجيبي معاكِ ساعة التوقيت حتى تحسبي لي فترة الجلوس عندنا ، دخلت الى غرفة الخطار ودخلت ام عباس تحمل معها ساعة توقيت تشبه ساعة سباق العدائين وتوسلت اليهم ان يتحدثوا معي لكن دون جدوى فقد التزما بالصمت الرهيب الذي تحدثت عنه نجاة الصغيرة باغنية لا تكذبي . اخبرتهم باهمية ان تصل قضايا ام عباس الى خارج حدود الوطن وحتما سيكون هناك تعاطف دولي معهما و مضت الربع ساعة بسرعة البرق ومع انتهاء الوقت المحدد للمقابلة غطت ام عباس وجهها بالعبائة وطالبني ابو عباس بالخروج وان كل دقيقة تكلفني الفين دينار زيادة . توسلت اليهم ان يتحدثوا معي فرفضوا رفضا قاطعا وخرجت وانا العن الساعة السودة التي تعرفت بها على ابي عباس . عند عتبة الباب طرأت في رأسي فكرة وهي ان اتصل بصديقي سيد ناصر يقرضني 25 الف لحين ميسرة وفعلا جاء سيد ناصر و منحني 25 وطرقت الباب ودخلت مرة اخرى واعطيتهم ال 25 و جاءت ام عباس تحمل ساعة التوقيت وحدثاني عن قضايا كثيرة حدثت معهما في الأيام القليلة الماضية ، وانتهت الساعة وكأنها ثانية وغطت ام عباس وجهها في الدقيقة   60 وسكت ابو عباس عن الكلام و اشار الي ان اخرج فقد انتهى وقت المقابلة .

خرجت وانا العن الساعة المصخمة التي عرفت بها ابو عباس فقد خسرت 35 الف من الصباحيات وآني لا ماكل ولا شارب .

مشاركة