
إيران انتصرت على أمريكا.. وليس على روسيا
فاتح عبدالسلام
حلفاء ايران فرحون بتوقيع الاتفاق النووي وتنفيذه مع الدول الكبرى. واتخذ هذا الفرح أشكالاً تعبيرية مختلفة في الظهور.
وان أغلبها ينصب على توسيع نفوذ المليشيات الشيعية في العراق وتحرك حزب الله على مساحة سياسية أوسع في ميادين لبنان أولاً ومن ثم سوريا. ولكن الظهور الأكبر كان في قضاء المقدادية المنكوب في ديالى المتاخمة لإيران.
ويأتي فرح هؤلاء الحلفاء من كون أن ايران التي تغذيهم بالمال والمناصب ، ستصبح أغنى مالاً وثروة وأكثر حرية في علاقاتها الدولية التجارية والسياسية والمالية والنفطية، وستصل يدها الى كل مكان لم تصله من قبل أو كانت مغلولة فيه لاعتبارات من العقوبات والضغط الدولي.
ايران نفسها منتشية الأن وتعد نفسها دخلت الصفحة الذهبية من تاريخها كما قال رئيسها قبل يومين. ولكن لكل مرحلة استحقاقاتها. وكما للهزيمة استحقاقاتها كذلك للنصر حسب وجهة النظر الايرانية استحقاقاته.
من يعتقد أن الايرانيين سيطلقون ذراعهم العسكرية في المنطقة من دون قيد أو شرط فهو واهم. ذلك أن ما كان في البرنامج الايراني التوسعي في العراق وسوريا ولبنان بلغ أقصى مدياته من دون أن يحقق الحسم الذي يلهث وراءه حلفاء ايران المليشياويون أكثر من ايران ذاتها. كما أن دول المنطقة برغم من ضعفها الظاهر هنا وهناك تستطيع بدعم أساسي من الدولة القوية السعودية المسنودة في الموازنة الامنية القومية بمصر والموازنة الاسلامية بتركيا أن تنزع كثيراً من الفاعلية المفترضة في الأوراق الايرانية التقليدية في المنطقة المحسوبة على عمليات فيلق القدس الايراني. والذراع الايرانية لن تستمر على طولها في العبث الاقليمي وخاصة في سوريا الدولة الاساسية المهمة لطهران بسبب من الاتفاقية الروسية الاخيرة مع الرئيس بشار الأسد في أغسطس الماضي والتي تم فيها اطلاق اليد الروسية في سوريا بما يشبه الامتيازات الامريكية في العراق ابان احتلاله قبل سنواتن وموسكو لاتريد أن تتعامل مع مركز قوة في سوريا غير الأسد ونظامه وأن ايران مضمارها بات تدريجياً خارج الميدان السوري كلما ترسخت أقدام روسيا.
ايران قوية اقليمياً وضاربة هذا صحيح لكن قبل أن يدخل العامل الروسي.
من هنا فإن ايران التي تعمل بعقلية الثورة في التعامل مع المنطقة العربية ،وفي عقلية الدولة في التعامل مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة وبقية العالم، ستستمر في هذه الازدواجية لأنها جزء من منظومة الولي الفقيه التي تقوم عليها ايران سياسياً ودينياً . لكن بعيداً عن التنافس مع روسيا الآتية بحماس كبير الى المنطقة كما انها تعرف حدودها مع واشنطن.
رئيس التحرير
لندن

















