مثل معروف عند العراقيين ويتداوله الناس كثيرا وهو الى متى يبقى البعير على التل – ونحن ناخذ الشطر الاول من هذا المثل .. ونقول الى متى يبقى حالنا على ما هو عليه من السيء الى الاسوأ مع هذه التفجيرات وهذا الانفلات الامني الذي يحصد ارواح الابرياء من ابناء شعبنا المؤمن.
ومع كل هذه التفجيرات لم نسمع او نرى ان احد المسؤولين قد كلف خاطره وزار موقع الانفجار واطلع على حالة الدمار والخراب وارواح الناس التي زهقت والجميع يكتض بالاستنكار والتصريحات الرنانة بالقاء اللوم على الاخرين بانها سبب هذه التفجيرات وبانهم سيتخذون اجراءات جديدة في الحد من هذه التفجيرات وكثير من الاحيان يكتفي بالصمت وكان الامر اصبح من المسلمات بها ولا بد من حدوثها.
ومن المؤكد كأن هناك الكثير من الاستغاثات ومن صرخات الاحتجاج لتلك التفجيرات ولكن الشعب في واد والحكومة في واد اخر الشعب يتخبط بدماء الشهداء والجرحى والعيون الدامعة والقلوب المجروحة لفراق ابنائها ومعيلها وممن يعولون عليه في معيشتهم والمفردات بعد الانفجارات تحمل وراءها الكثير من القصص والماسي التي تدمي القلوب وان اطلعت عليها ووقفت عندها فسوف تحتاج الى الف قلب لاحتمالها وان الاجراء الوحيد الذي استطاعت الدولة ان تفعله هو نصب السيطرات التي وجودها ومضارها اكثر من منفعتها وباليت تتكرم هذه الدولة بالغاء هذه السيطرات التي لا تجدي نفعا سوى الاضرار بمصالح الناس ومحاربتهم في رزقهم ايضا..
وحبذا لو تخلصنا من هذا السونار الذي اعترف الجميع بعدم جدواه وفائدته وقد صرح السيد قائد عمليات بغداد بانه سيعمل علي تقليص هذه السيطرات الا انه لم يفعل واقسم ان هذه السيطرات لو كان فيها نفع وان كان 10بالمئة لقبلنا الامر برحابة صدر ولكن نرى انه لا جدوى من زرع هذه السيطرات سوى تاخير مصالح الناس وتكديس السيارات عند السيطرات لتكون عرضة للاستهداف.
وان ما نراه مناسبا هو نصب كامرات للمراقبة وغرف سيطرة لها في كل منطقة مع تواجد سيارات للمرابطة والغاء هذه السيطرات وزرع العناصر الاستخباراتية في كل مناطق العراق ولاسيما الساخنة منها لمعرفة التحركات المشبوهة والقضاء عليها.
فلا بد للدولة ان تفعل شيئا وان لا تلتزم جانب الصمت ازاء كل ما يحدث فان الدم العراقي غال ليكن ذلك في العلم وكفى هدر الدم العراقي بلا ثمن.
اننا نناشد ونطالب الحكومة ولكل مكوناتها العمل الجدي والسريع بما هو كفيل في الحد من هذه التفجيرات على الجميع ان يتحمل مسؤوليته التاريخية اقام الله والوطن والشعب وان لاينسوا قسمهم في خدمة الوطن والمواطنين وانقل لكم هنا قصة قد اطلعت عليها.. لعلكم ترحمون.
كنت مارا في مدينة الكاظمية المقدسة فاشار لي شاب لايتجاوز السادسة عشر من العمر وطلب مني نقله الى مستشفى الكندي ولما رايت الدموع في عينه فوافقت على طلبه ولما استفسرت منه عن سبب بكائه قال: لقد اصيبت والدتي في انفجار (المشتل) الذي حدثت قبل يومين وانها ترقد في مستشفى الكندي وحالتها الصحية غير مستقرة لانها تنزف وتم نقل (29) بطل دم لها ولا زالت بحاجة الى دماء جديدة ويقول الاطباء لا نستطيع ان يفعل لها شيئا مالم يتوقف النزيف.
وتستقر حالتها الصحية وانه زار الامام الكاظم (ع) من اجل انقاذها والدعاء لها وكان هذا الشاب يتحدث لي وهو يبكي بدمع يحرق القلوب فرثيت لحاله.
وما هو عليه ودعوت الله ان يشفيها وينجيها من هذه المحنة هذه واحدة من القصص الكثيرة التي يخلفها الارهاب والتفجيرات وحبذا لو ان الدولة تدرك كل ذلك وتطلع بنفسها على مثل هذه الحالات وتعمل بجد فيما يمكنه من لملحه الجراح فهل هذا صعب على دولة لا ادري.
محمد عباس اللامي