إلى متى تستمر عمليات خرق سيادة العراق ؟ – سامي الزبيدي
سبق وان قامت إيران بقصف الأراضي والقرى العراقية في إقليم كردستان بحجة وجود مسلحين معارضين للنظام الإيراني في هذه المناطق وقدا ستنكر العرق هذا الفعل الذي يمس سيادة البلد وأمنه واستقراره كما استنكرت الأمم المتحدة والجامعة العربية واغلب دول العالم هذا العدوان الغير مبرر الذي ينتهك سيادة دولة عضو في هيئة الأمم المتحدة وينتهك كل القوانين والأعراف الدولية وعلاقات حسن الجوار فوجود مشاكل حدودية بين الدول المجاورة لا تحل بالقصف والعدوان وقتل المدنيين الأبرياء وتدمير منازلهم وقراهم وممتلكاتهم ومزارعهم بل بالطرق الدبلوماسية والقوانين والأعراف الدولية .
قصف منزل
ثم قامت إيران بقصف منزل احد المستثمرين الأكراد في اربيل بالصواريخ بحجة وجود مقر للموساد الإسرائيلي فيه ولو كان هناك مقر فعلا للموساد الإسرائيلي لما استطاعت إيران قصفه لأنها تعرف الرد الإسرائيلي كيف سيكون على قصفها لهذا المقر مع العلم ان اسرائيل لا يمر أسبوع إلا وتقوم بقصف مقرات الحرس الثوري في سوريا وتقتل المستشارين الإيرانيين هناك ولم ترد إيران على القصف الإسرائيلي المستمر على مقرات الحرس الثوري وقتل كبار المستشارين في الحرس الثوري الإيراني وعلى اذرع إيران في سوريا بقصف مماثل وهي التي تمتلك صواريخ يصل مداها الى أوربا وليس اسرائيل بل تتوعد فقط , ومع كل هذا الخرق لسيادة العراق إلا ان الرد الحكومي كان خجولا جدا ولا يرتقي الى حجم الجريمة التي ترتكبها القوات الإيرانية بحق العراق وشعبه لان أحزاب السلطة تمارس ضغوطا على الحكومة في هذا الجانب أما مجلس النواب فلم يعر الموضوع الأهمية المستحقة فأعضاءه منشغلين في انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب خلفا لرئيسه المقال ولم يتم التوافق على مرشح يرتضيه الإطار ألتنسيقي ويعقد جلسات لاتسمن ولا تغني ويهمل عدوانا سافرا وخرقا لسيادة الوطن يقتل الأبرياء المدنيين ويدمر البنى التحتية لمحافظات كردستان العراق لان من يسيطر على المجلس الأحزاب والكتل الموالية لإيران فلم نسمع ممن يسمون أنفسهم ممثلي الشعب أي استنكار أو ردود أفعال ترتقي لحجم هذا العدوان السافر الذي ينتهك سيادة العراق ويقتل أبناءه , ومن المفارقات في موضوع انتهاك سيادة العراق من قبل إيران وأمريكا ان أمريكا عندما تتعرض قواتها الموجودة في القواعد العسكرية في العراق وسوريا الى القصف بالصواريخ والمسيرات الإيرانية ومن قبل من تسميهم هي اذرع إيران في المنطقة وتحمل إيران مسؤولية القصف وتتوعد بالرد عليه فهي لا ترد بقصف إيران التي تزود المنفذين بالأسلحة الإيرانية التي تستخدم في القصف بل بقصف مقرات الحشد الشعبي في العراق وسوريا في انتهاكاً واضحاً لسيادة العراق وتكون إيران المسؤولة عن القصف في منأى عن المحاسبة الأمريكية والأسباب معروفه وحتى عندما تقصف اسرائيل مقرات الحرس الثوري الإيراني في سوريا وتقتل المستشارين والمقاتلين الإيرانيين هناك فان إيران أيضاً تتوعد وتهدد بالرد لكنها لا ترد بقصف اسرائيل بل بقصف اربيل بحجج واهية حتى أصبحت هذه العمليات مكشوفة وتكشف مدى التعاون والاتفاق بين أمريكا وإسرائيل وإيران على ان يكون العراق ساحة لمثل هذه الأعمال ولا أقول تصفية الحسابات لان حسابات الأمريكان وإيران وإسرائيل محسوبة جيداً ومتفق عليها بحيث لا تقصف أمريكا إيران والحجة عدم توسيع العمليات في الشرق الأوسط ولا تقصف إيران القوات الأمريكية الموجودة في الخليج وهي قريبه منها ولا تقصف اسرائيل ردا على القصف الإسرائيلي لمقرات الحرس الثوري وقتل مستشاريها العسكريين في سوريا.
تدمير قدرات
لأنها تدرك ان هذا العمل سيؤدي الى تدمير قدرات إيران العسكرية ومصانعها ومنشاتها الحربية وحتى بناها التحتية من قبل اسرائيل وأمريكا فاتفاق الأطراف الثلاثة أمريكا وإيران وإسرائيل على الإمعان في إيذاء العراق وانتهاك سيادته بل وتدميره لأنه الحلقة الأضعف ويريدون بقائه الأضعف دائماً بات واضحاً للجمع وما ذكره الرئيس الأمريكي السابق ترامب من ان إيران عندما أرادت الرد على عملية قتل أمريكا لقاسم سليماني والمهندس أخبرت إيران الأمريكان بأنها ستقصف القواعد العسكرية في العراق لا في غيره وسيكون القصف خارج هذه القواعد في مناطق فارغة حتى لا يؤدي القصف الى خسائر بشرية لهو الدليل على الاتفاق هكذا هي الاتفاقات والمصالح المشتركة واللعبة السياسية وليذهب العراق وسيادة العراق للجحيم .
والآن بات واضحاً للعارفين بدهاليز السياسة والمصالح بل وحتى البسطاء ان أمريكا لن ولم تقصف إيران مهما فعلت وفعلت اذرعها ولا إيران تقصف القوات الأمريكية في المنطقة ولا تقصف اسرائيل رداً على قتل اسرائيل مستشاري الحرس الثوري الإيراني في سوريا بين فترة وأخرى لأنها تدرك تداعيات هذا العمل الخطير عليها والضحية بل والمستهدف سيكون العراق وشعب العراق وسيادة العراق لان العراق الحلقة الأضعف في المنطقة وإيران وأمريكا وإسرائيل من مصالحهم المشتركة بقاء العراق الأضعف والمستهدف دائما بذنب أو بدون ذنب حتى لا يمكنه النهوض والاقتدار من جديد فهل وصلت الفكرة ياساسة العراق ؟
فالخزي والعار لمن لا يستفزه خرق سيادة العراق , والخزي والعار لكل من يصمت على جريمة قتل العراقيين وخرق سيادة الوطن ومن أية دولة يأتي , والخزي والعار لمن يرضى بان تنتهك سيادة بلده ويقتل أبناء شعبه وتدمر منازلهم على رؤوسهم ولا يستنكر بل ان البعض راح يتبجح ويدافع عن العدوان للأسف , فإلى متى تبقى سيادة العراق مستباحة يا ساسة ؟
فالسيادة لا تصان بالتصريحات والاستنكار والشجب بل بالعمل على بناء قوات مسلحة قوية رأس النفيضة فيها جيش قوي بقدرات عسكرية كبيرة وقوية تشمل قوة جوية قوية مجهزة بالطائرات الحديثة وقيادة دفاع جوي فعالة مجهزة بوسائل الدفاع الجوي المختلفة من رادارات وصواريخ مقاومة الطائرات الحديثة ذات المديات المختلفة وصواريخ اعتراض للصواريخ المعادية لمنع أي خرق لأجواء العراق وأراضيه مع قوات برية مدربة ومجهزة بأحدث الأسلحة والمعـــــدات الفنية والتكنولوجيــــة الحـــديثة وقوات صواريخ ارض ارض وقوات بحرية مجهزة بزوارق وفرقاطات ومدمرات بحرية حديثة بهذه الوســـــائل يمكن ردع كل من يحاول المساس بسيادة العراق وانتهاك حرمة سمائه ومياهه وأراضيه وشعبه فبالقوة والاقتدار يكـــــــون الـــــردع والرد لا بالاستــــــنكار والشجب والبيانات الحكومية الإنشائية الــــتي لا فائدة ترجى منها.