إعادة صياغة التاريخ منظار العقل
ان المثقف يقينا لايخلو من شجاعة وحين نجد ان السعادة تستوجب كسر عنق الزجاجة فعلى الشرفاء ان يفعلوا والمثقف هو المواطن الذي حظي بدرجة انسان انسان فقط لاينتمي الا للانسان انى يكون لذا فان المثقف هو مقاتل من درجة خاصة واجبه ان يضج مضاجع الطغاة كما انه كالمصباح ينير طريق الشعوب من خلال استباق الحدث ووضع الحلول ولذا ساعترف بكل جراة ان كل الصالحين في الامم انما هم مثقفون وانسانيون بدءا من الرسل وانتهاء باخر سلالات الصالحين مثل غاندي وماندلا وجيفارا ومحمد صادق الصدر الذي لوكان باقيا ليومنا لاجهض ولادة الغيلان في العراق ممن يساومون على منهج رسول الله من خلال تلوين المصحف بدماء الابرياء، التاريخ هو الان وانت خلاصة ابائك ولماذا التردد والصمت امام الفكر الهش المحمل برائحة الجرذان والافيونات فالصمت هو الذي قاد الامة الى الهلاك الصمت امام بطولات الحمقى والانتهازيين هو الذي جعل العرب في الدرك الاسفل من سلسلة الرقي الانساني لذا فماان تقول انك عربي امام اي محفل ثقافي حتى تشمئز النفوس لتتردد بين الحاضرين همسات الاستهجان (ارهابي).
اجل انا عربي …عربي انا مغربي وليبي وتونسي ومصري واردني وعراقي ويماني وسعودي وبحريني اجل اجل انا عربي (قبلي-متطرف-دموي-فاشل – حاقد-مجاهد محبط-فقير-مرائي – مذهبي – مغالي-انا العربي الوحيد الذي يدخل الجنة فقط فانا على الحق والكل على ضلالة انا السلفي التكفيري …انا الذي يقاتل باسم الرب فاغتال حتى الرب انا التابع ….انا العاجز عن نشر السلام في طرقاتي …انا المريض …انا المنهزم …انا الانتحاري …انا الذي لايخلو كلامي من المحبة لكن وطني برغم خيراته محشو بملايين الجياع _ملايين الايتام _ملايين القبور المجهولة الهوية -انا الذي اذا تم اغتيال انسان في وطني اخدع ذوية بكلمة (شهيد).
انا العربي المسلم (فديني مثل اليورانيوم قابل للانشطار حتى لالاف المذاهب ..انا المسلم الذي اكفر من لايؤمن بي …انا المسلم المتعصب (اكره السني لوكنت شيعيا ولوكنت سنيا اكره الشيعي ولوكنت تكفيريا اكره المسلمين جميعا وانا الموحد الذي اشرت باصبعي ان كل من لايوحد على طريقتي هو مشرك مرتد …انا مسلم العن اليهود والنصارى والبوذيين والهندوس والصابئة واكره حتى نفسي واكره كل ماحولي).
انا العربي العاجز عن احتواء اوجاعي (قتل – مذاهب دموية – قوميات – قبائل -مذاهب – مجازر – اغتيالات-فرعون-نمرود-طغاة-دمار – زيف-خديعة-كذب -تاريخ مزيف).
ان من يزرع حبات ليمون سيجني ثمار الليمون بعد حين فكيف بامةلاتزرع الا القتل والكره والدمار ….ولالف عام نتذرع (بالقدر او الاستعمار) ولاكون جسورا جدا فالاسلام اليوم صورة واقعية لمشهد صلب المسيح او طف الامام الحسين ؟؟؟
لذا فان على المثقف ان يقف موقف النبلاء ليثبت لنفسه نقاءه امام ذاته وليترك حيزا طاهرا امام الاجيال المقبلة يوم تعلن شهيتها للعن الاباء التي لم تترك لهم من ارث الا (التطرف-اوطان مذبوحة-مقابر جماعية-تاريخ محشو بالطغاة – مذاهب لاحصر لها – كره ازلي باسم المذاهب-الانا – المجاعات-الانقسامات-اليتامى-العتمة)
لذا علينا ان نعترف حين ترضى الشعوب بثياب الذل فعليها ان ترضى بحكم الطغاة وحين يقف الدين موقف الواعظ في ساعات تستوجب حدية وبدل ان يتفاعل الدين مع الواقع لمعالجة جراحه تجد ان الدين (ليس الدين الحقيقي بل الدين المصنع محليا) يتسلق على اكتاف الشعوب ليصل باسم الرب الى العرش ثم يبدا بنهش لحم الفقراء وهذا مايدفعنا للتساؤل :(ماهي المؤهلات التي تؤهل الدين لقيادة الشعوب؟) (ماهي التبريرات التي تجيز للفكر الديني المتشدد بقيادة الشعوب؟) (ماهي المميزات التي تجيز لرجل الدين الذي امضى عمره في عتمة صومعته ليقود شعب يحلم بلمس الشمس مع العلم ان من عاش في العتمة لايحب الشمس؟) ان التاريخ الاسلامي لايقود العقل الا الى تساؤلات مريبة فكل ما جنته الشعوب من الفكر الديني الذي انحرف كثيرا عن مساره (الدين اليوم هو مئات من المذاهب والطوائف والميليشيات والاهداف التي لايتوانى اتباعها عن تطبيق الفكر الماركسي (الغاية تبرر الوسيلة) اسوة بالفكر القومي او القبلي الذي يؤمن بفكرة (الحق انا وانا الحق) ويقينا لوكان رسول الله هنا اليوم لما رضي بهذا الكم الهائل من المذاهب بل لجعلها بدعة وكل بدعة ضلالة .. وعلى مدى التاريخ الذي يمتد طويلا لايمكن ان تنكر العداء الازلي بين المذاهب وتشويه الاطراف لبعضها ليصل بنا الحال الى تشويه سمعة (نساء الرسول (ص) او الى تهميش دور الصحابة او تهميش الدور العملاق لال بيت رسول الله).
لعلي انظر بمنظار العقل الى الدين فانا اعترف انني لا احتاج نبيا او رجلا صالحا ليدلني عن الله فالله موجود قبل الرسل والصالحين لكنني اجل الرسل والصالحين لانهم قادة ثورات على كل مامن شانه تقليل شان الانسان فال بيت رسول الله هم قادة حرية وكل مااحتاجه انا الانسان هو حريتي غير ان تحوير الفكر الديني الى كتل واحزاب ومماليك وتهميش الاطراف الاخرى يجعلني اعلن براءتي من كل فكر بين قوسين فلطالما عرفت من الامام علي (عليه السلام) تعريف الاسلام (فان لم يكن اخوك بالدين فاخوك بالانسانية) اذن الاسلام (انسانية) بمعنى (لا مذهبية..لاتطرف..لا تكفير..لا تعطيل) ولذا فان على الامة ان تعرف انها اليوم تعيش ماقبل رسول الله (ص) وان ارادت ان تعيش حرة مؤمنة فعليها ان تتخلى عن تاريخها المحشو بالاراء والبدء من جديد على اساس انساني فالمذاهب هي طريقة غير مقنعة لتقسيم جسد رسول الله وتحريف القران (كنتم خير امة …..) ولكنكم صرتم (امما) ومن الغباء ان نتغاضى عن حقيقة مؤلمة (ان كل مذهب دين مستقل والدليل التكفير والتنكيل والتهجير والتشهير والاقصاء )لقد تحول الدين الى ممول كبير للارهاب او التقسيم او التعصب او القتل لذا فان على الدين ان يختار احد الطريقين عن قريب (اما الموت او الايمان بالحداثة).
فالحداثة تستوجب الغاء المذاهب والغاء التفاسير غير اللائقة والغاء فتاوي التكفير والغاء الزيف والغاء الحقد والكره ………………انني اعترف ان كلامي هذا محض هلوسات وربما اتهم بالالحاد ولا ضير وانا مقتنع بكلام المبني على المنطق الحق لكني اؤمن ان الاجيال المقبلة سوف لن تلعنني بل واعترف ان الامة الاسلامية مقبلة على حروب مذهبية لا تبقي ولا تذر ولا شان للاستعمار او اوربا بما يدور هنا فالعلة الاكبر في مبادئنا نحن ممهني حقد وتفرقة ودماء وتكفير وتلك هي الافكار التي قرأنا عنها من بداية التاريخ العربي الاسلامي…نحن امة لانؤمن بالتسامح ولا ندعو الى سلام بل امة تعشق نزف الدم لان تاريخنا محض اكاذيب وزيف وافتراء وحين يدعي احد ما انني على ضلالة فلي الشرف ان يوضح لي متى راينا الامن والامان والسلام في امتنا متى متىمتى؟؟؟
انني انما اكتب للاجيال المقبلة لاقول نيابة عن كل انسان كوني عذرا ايتها الاجيال عذرا يا احفادنا على تاريخنا المضلل وافكارنا الدموية عذرا لكم .
علي الندة الحسيني – بغداد
AZPPPL