إتصال
حدث أنقطاع في التيار الكهربائي وحجب الظلام مني عن الشعور بالأمان. بدأ الخوف يساورها وهي تجلس وحيدة في منزلها المنعزل.
أسرعت نحو غرفة النوم لتغلق الباب وتدير المفتاح.
تنهدت…”آه.. الخوف”.
لم تستطع أن تحرك ناظريها عن الباب. كان هنالك هاجس ينادي في أعماقها بأن شيئاً ما سيحدث سيجمد دمها في عروقها.
مرت دقائق كثقل الرصاص….تحرك مقبض الباب ببطء دون اي يصدر صوت. انتابها الرعب. وحدقت به.
أنها لا تتوهم!
أرتفع مجدداً.
تكرر الأمر بتحرك المقبض… هنالك شيء ما يحاول فتح الباب.
أنه يريد الدخول.
تسارعت أنفاسها وتجمد الدم في عروقها.
التقطت هاتفها لتتصل بزوجها.
“هنالك أحد ما يحاول فتح باب الغرفة” همست.
“أنه أنا” قال زوجها.
توسعت عيناها. أنه لأمر مستحيل أن يكون هو. سيحتاج الى خمس ساعات ليكون هنا على الاقل! هو في رحلة في مدينة اخرى!
أقفلت الخط مترجفة…أتصلت بخالها…
“منى… أفتحتي الباب. أنه أنا” قال خالها.
أرتعدت…
أقفلته للتصل بثلاثة آخرين… و : “أنه أنا… أفتحي الباب”.
نظرت الى هاتفها… الدماء تسيل منه على يديها.
رمته.
فجأة، بدأ ضرب شديد على الباب وظنت أنه سيتحطم خلال ثوانٍ.
أغمضت عينيها. أختفى الصوت…فتحتها… عادت الأنوار..
لم يكن هنالك شيء… نظرت الى هاتفها… والى قائمة الأتصالات…
المكالمات الصادرة: القرين.
رثد نيازي – الكوت