أين وعدك

أين وعدك
مَضَتْ حياتي أُنادي فوقَ أقداري عليك ِلا بلْ على أيَّام ِأعماري
مَضَتْ حياتي كأنِّي لم أعشْ أبدا ً
ما كانَ في العُمر ِمن أهلي ومن داري
فلم أرَ البدرَ مثلَ الناس في سَهَرَي
ولم أرَ الشَّمسَ ألا بعضَ أنوارِ
ولم ألاق ِدروبا ًما لها أمدٌ
إلا دُرُوبي فقدْ صِيغتْ كأسوار
****
حارتْ بي الرِّيحُ تطويني وتنشُرُنِي
فلم تجدْ غيرَ طودٍ وسْط َإعصارِ
من أين جئتَ ألا تدري؟ تُسائلني
وأين تمضي جوابي نحو أقداري
برَغم ِ هذا رضى قلبي بما قَسَمَتْ
رِضاءَ جُرح ٍ مكاويه ِعلى النَّار
حتى أتيتُك فازدادتْ همومُ غدي
هما ً فأصبحَ ما ولَّى كأزهار
إليك ِجئت ُتخط ُّ الأرضَ قافلتي
من بعد ِوعد ٍ غوى قلبي وأفكاري
من بعد ِقلب ٍبُكى عينيه ِذوَّبني
فكِدْتُ أخفى على شمسي وأقمار
فما لقيتُ حنينا ً فيك ِأوقفني
ولا وعودا ًتناديني بإصرار
ولا سماءً أُُناجيها فتمطرَني
ولا عُكاظا ً أغَنِّي فيه أشعاري
فأين يومي الذي فيه ِأعانِقُك ِ
أين حبي الذي ينمو كأشجار
وأين أرضي التي فيها أشاركُكِ
حزني وفرحي وأولادي وأسراري
إليك ِعنِّي فإنِّي لم أجدْ أحدا ً
فيه استفاقَ حنين ُالأهل ِوالجار ِ
إليك عنِّي فقد ضاقَتْ قلائِدُك
عليَّ من بعدما أفنيت ِمشواري
سأرحلُ الآن فالبيداءُ تفقِدُني
والبحرُ يسألُني أحكيه ِأخباري
هذا ردائي الذي لازالَ يلبَسُني
هذا عزائي فكلُّ الأرض ِأقطاري
أياد محمد الحداد – بغداد
AZPPPL

مشاركة