أول شهيدة
تعالت الأصوات ..
وارتفعت الأيادي..
قد بحت الحناجر …
توحدت القلوب من أجل الوطن ..
لا من أجل شيء آخر…
خرجوا ينادون من أجل الحرية ..
من أجل المساواة ..
العدل..
حاملين بأيديهم لافتات تحمل تلك الشعارات …
كلمات ذات رنة موسيقة
على الآذان..
نوتات كتبتها روح حرة لأنسان …
خرجوا وهم يدركون ذلك ..
ولكنهم من مبدأ (ما لا يدرك كله لا يترك جله)..
حتى وأن لم يكن التطبيق كاملا ..
ولكن (نسبة معينة) قد تكفي شعبا اعتاد على الجوع..
على الفقر..
على الموت ..
حتى بات احدهم يخرج الا وهو يحمل روحه على كفه ..
لربما يصيبه هذا الانفجار ..
وان نجا منه ..
فقد يصيبه الثاني ..
آه …نعم ..
أنه تقليد للانفجارات في بلادي..
ما ان ينتهي الأول …
ويتجمع الناس لأنقاذ ما تبقى ممن بقي
على قيد الحياة ..
حتى يصيبهم ثان …
شيء راائع يجعلك تشعر بالأمان!!..
وآخرون قد افترشوا الارض والتحفوا السماء ..
آوتهم خيم من قماش !
خرجوا مع علمهم بأن مظاهراتهم لا تحمل تصريح ..
والغريب كيف أن مظاهرات مضادة للدولة تحتاج الى تصريح ما
أخبرت أهلها بأنها ستخرج معهم …
ما سمعت كلمات من حولها ترددت ..
بأنها أمرأة ..
بأن الجهاد فرض على الرجل وليس عليها بأن عليها ان تقر في البيت …
بأن ..
بأن ..
وكانت الأجابة بالرفض كعادة من حولها ولكنها أصرت ..
وكأنها تعلم بانها على موعد مع الموت في هذه المرة ..
أرتدت حجابها …
ولم تبالغ في زينتها ..
ليس انتقاصا من انوثتها …
ولكنها تعتقد بأن للزينة مواضع !!
خرجت وصاحباتها ..وسمعن الهتافات ..
وحملن اللافتات ..
وهي تشعر في داخلها بزهو
لأنها قد أدت ما عليها او اعتقدت …
وفي وسط تجمعهم..
أنطلقت خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين والغاز المسيل للدموع …
ولكن !!
“الحلو لا يكمل” ..كما شاع عندنا.
واذا بصوت الاطلاقات يزداد حولهم لا يعرفون مصدره …
وهي تحاول الهروب ..
هي ومن معها…
أصابتها واحدة ….
سرعان ما طرحتها أرضا …
همست في أذن أقرب صديقة لها :
“هل تنحصر الشهادة على الرجال؟”
فردت صديقتها مذعورة :
“لا ..لا..أول شهيدة في الاسلام….
أمرأة”
“زوجة ياسر ..ام عمار”
ومن ذعر صاحبتها نسيت أسمها …
فأجابتها بصوت خافت :”سُمية “…..
وتلاشى صوتها تدريجيا ..
ورسمت على وجهها ابتسامة باهتة …
وأغمضت عينيها المتعبتين تدريجيا …
قد قدمت الزهرة روحها للوطن ….
وما نطقت بكلمة !!
رشا أسامة – بغداد