مجلس المخزومي يطالب بتسهيل الجانب اللغوي
أصالة المنظور النقدي
رزاق ابراهيم حسن
كانت نشاطات مجلس المخزومي الثقافي لعام 2014 من النشاطات المدروسة والمخطط لها واذا اعلن المجلس قبل الدخول في عام 2014 انه اطلق على هذا العام عام الوفاء، وانه سيكرس كل نشاطاته في هذا العام للادباء والعلماء العراقيين الذين حضروا مجلس المخزومي، وشاركوا فيه، من خلال البحوث والمقالات والمناقشات وتقديم المداخلات.ولان عام الوفاء لم يتسع لكل الاسماء العراقية البارزة، لذلك جمع المجلس اكثر من واحد في بعض الندوات حيث تقدم البحوث والكلمات والقصائد عن الشخصية المحتفى بها، وتقدم عنه الذكريات، وما يحمل من سمات شخصية معينة، ودوره في الحركة الثقافية التي يعد واحدا من المشاركين فيها.وتواصلا مع هذا النهج فقد جمعت الندوة التي تم عقدها في مقر المجلس – بيت الدكتور عادل المخزومي بين شخصيتين مهمتين في الساحة الثقافية العراقية والعربية، وهما الدكتور عناد غزوان والدكتور نعمة العزاوي ومع ان المجلس لم يختر هاتين الشخصيتين لوجود مشتركات بينهما، الا ان هاتين الشخصيتين تشتركان في الكثير من الجوانب، اذ يجمع بينهما انهما تنتميان لجيل واحد، وانهما من رموز هذا الجيل، كما يجمع بينهما الاهتمام باللغة العربية وضرورة تحريرها من الاخطاء والسلبيات وقد كان اهتمام الدكتور العزاوي منصبا على تبسيط النحو العربي، وضرورة متابعة الاخطاء اللغوية الواردة في الاذاعة والتلفزيون، وتصحيحها وضرورة تصحيح الاخطاء في الوسائل الاعلامية الاخرى مثل الصحف والمجلات، وتناول المحاضر حسن العقيلي سيرة الناقد والاكاديمي الدكتور نعمة العزاوي مشيرا الى كتبه الصادرة في اللغة العربية وان كان يهتم بعروض الشعر.وتحدث الدكتور نجاح كبة عن جوانب اخرى في شخصية عناد غزوان مؤكدا انه يتمتع بثقافة شمولية اذ كتب في التراث والمعاصرة وكتب في الشعر الحديث، كما مارس الترجمة، وكان من المترجمين البارزين، اذ اسس في العراق فرعا للترجمة على الصعيد الدولي، وكان يهتم بعلاقة اللفظة مع المعنى وكان رئيسا لاتحاد الادباء، وهو يمتلك القدرة على الانتاج الثقافي، ويحاول لان تكون الدراسات في الجامعة وان تكون عملية، وليس ساحة للتنظير.وتشير ترجماته للادب الاجنبي انه يترجم لشعراء من بلدان وقارات مختلفة، ولا يفرق بين شاعر واخر سوى ما يختلف عليه الشعراء من الناحية الفنية، ومما عرف به الناقد الدكتور عناد غزوان انه من النقاد الذين مارسوا النقد اللغوي وكان قد درس الشعر العربي في مراحله كافة، وله دراسات عن الشعر الاسلامي والعباسي، وكان يرى بضرورة الشكيك في صحة انتساب القصائد لاصحابها واذا بعض الدارسين يميل الى هذا الشاعر او ذاك فان عناد غزوان يتناول ذلك في اطار يحفظ للقصائد هويتها وانتسابها، وجعل التشكيك معززا من اصالة القصيدة ومن نسبتها الى شعرائها. وقد تحدث عن ذلك اشخاص عديدون بما يعزز من اصالة واهمية المنظور النقدي.وبالنسبة للدكتور الراحل نعمة العزاوي فقد كان حريصا على سلامة اللغة، اذ كان يتابع ويرصد الاخطاء في اللغة، ويقدم البدائل الصحيحة لها، كما انه من اوائل المعنيين باللغة، اذ عرف عنه اهتمامه بالنقد اللغوي، وبسلامة اللغة في ممارسة هذا النقد، ولم يكن ذلك سهلا، وانما يتطلب معرفة واسعة باللغة العربية، ودور كل عالم واديب في تعزيز هذه المعرفة.وكان يتمتع بحرص شديد على اللغة ولذلك عزز من حضورها في التاليف والتحليل، ومن حضورها في مواجهة هذه الاخطاء.ان الدكتور الراحل نعمة العزاوي قد يترك الكثير من اجل التيسير في اللغة وان الاحتفاء به لا يتم من خلال الندوات والتجمعات الاحتفالية، وانما يتم من تقديم الادلة العلمية على هذا الدور، ومن خلال حضورها في النقد وممارساته، وما ينجم من حياة لبعض الجوانب المترشحة عنه.ان كتاب (ثلاثة شعراء) الذي انتجه الدكتور الراحل نعمة العزاوي ليس وحيدا وانما هو موجود في جميع المراحل الدراسية في الوطن العربي، ويتطلب توفير مراجعة جمعية او سنوية للكتاب الذي يتم تدريسه في مختلف المراحل، وقد عرضت وسائل الاعلام انماطا من الاشخاص باللغة واصدرت مكاتب اخرى كتبا ذات اهمية في التحليل اللغوي، وفي اعطاء الكتاب بعض الصلاحيات، فهرع المؤلف الى جمعها واصدارها في كتاب، وهذا ما حصل للجنة من علماء اللغة العرب.



















