أبناؤك يا عراق يسألون

أبناؤك يا عراق يسألون

 لا أعرف من أين ابدأ بالحديث عن العراق المغدور، لا أعرف أين ابدأ فقد أثقلت قلبي تلك الصرخات.. هل ابدأ ببائع العلكة الطفل الصغير؟! مات والى جانبه ما كان قد كسب، كل حلمه في تلك اللحظة أن يحظى بوجبة تشبع والدته واخوانه الجياع؟؟ هل ذلك الحلم صعب على هؤلاء البرلمانين؟؟ أم الأم التي تجلس بجانب دكان أبنيها وتتمنى عودتهم الى المنزل؟! تلك السيدة لا تود ترك ذلك الدكان فهي تقول “هنا يرقد ولداي”.. أم تلك الأم التي تركت عباءتها راكضة نحو فلذت كبدها تأمل انقاذه؟!! بسقوط تلك العباءة سقط شرفكم يامن تحكمون العراق.. أم عن بحر الدم الذي غرقت به تلك المدينة البسيطة بدماء الطبقة الكادحة؟.. ألهذا المدى زرعت تلك الطبقة الكادحة البسيطة الرعب في قلوبكم؟؟ نعم خافوا نعم فأن ثورة الفقراء قاتلة فهم دوما ينتصرون..

فاجعة بغداد الحبيبة وبعقوبة والسماوة وبلد… أسبوع دامي قٌتل به الأبرياء، ابناؤك يا وطني يقتلون بالمئات لأنهم صاروا لحقوقهم يطالبون.. هل هكذا هي سياسة الجبناء؟! هل هذا ما يفعله السياسيين الضباع؟! من عدوك يا عراق؟! من عدو شعبك يا وطني من؟! تنهال على ابنائك الطعنات وصرنا لا نعرف نخاف من؟! داعش؟! ام حكومتنا الفاشلة؟! في كل يوم يخسرون أمام حرب الفقير.. كل يوم يزداد عارهم أمام فخر ابناء الرافدين.. أسماء الشهداء تحفر بالذهب في التاريخ وأسماء السياسيين الجبناء تلطخت بالعار وبئس المصير… نعم ابكي على ابنائك يا عراق فهم مغدورين لا أستطيع كبت العبرات فقد خنقتني أمام صمت أشباه السياسيين الذين أثقلت وجوههم بالحزن تلك الأريكة الرخيصة وما أثقلتها دماء الأطفال والشباب ودموع بغداد الغالية، فباعوا دماء أبنائك وطني لشراء تلك الأريكة..

 “تعددت الأسباب والموت واحد” فالمجرم واحد ولكن تغيرت الاسماء ((تارة قاتلنا داعش وتارة قاتلنا مجهول وتارة الكل يصمت وكأنهم يحذرون لا تفكروا للخضراء مرة أخرى الدخول)) وقع العراق بيد زمرة من الرعاع وظل ابناؤك يا عراق يسألون عن أي ذنب يقتلون…

نبراس حاكم الربيعي –  بغداد

مشاركة