

إياد العناز
تتميز قدرة المجتمع على الاحتواء الضامن لكل مكوناته وصيانة قيمها حضورها الإنساني، والتي تعبر عن حقيقة صادقة في بناء مجتمع راسخ قائم على احترام حقوق الآخرين وتطبيق العدالة الاجتماعية وتحقيق السلم الاهلي، وصولاً إلى حياة كريمة ومستقبل زاهر لجميع المواطنين.
وهنا تبرز أهمية ( الحصانة الاجتماعية) الجامعة لكل صفات ومميزات المجتمع، التي يكون بنائها الأساسي ومرتكزها الإنساني دعامة رصينة في رسم ملامح التكافل المجتمعي وتحقيق تكافؤ الفرص في دائرة من الإدارة الناجحة والحكم الرشيد.
ومن أهم مميزات الحصانة الاجتماعية العمل على ترسيخ مفهوم التنمية الاجتماعية المستدامة وزيادة عملية الإنتاج وتحسين الأداء الوظيفي وتشغيل جميع الطاقات الشبابية ودعم الابتكارات والإبداعات الإنسانية وتعزيز القيم المجتمعية وتحسين الخدمات العامة ورفع مستوى الحياة المعيشية واعداد منظمومة اقتصادية واعدة وتعزيز القدرة الجماعية في التأزر والتألف بين عموم أفراد المجتمع.
تحتاج الحصانة الاجتماعية لمقومات رئيسية وخدمات متاحة للجميع عبر دعم منظمات المجتمع المدني وشبكات التكافل الاجتماعي وتحقيق الفرص المكافئة في العمل والإنتاج المثمر وتوسيع دائرة الدعم الحكومي والمؤسساتي الذي تقدمه الدولة على جميع الأصعدة وفي جميع النواحي الميدانية،عبر معالجة الظواهر والأزمات الاقتصادية المتعلقة بالبطالة و ضعف العلاقات الاجتماعية والتضخم المالي
واستعادة ثقة الناس بعلاقتها مع الدولة ودوائرها الخدمية وإعادة الاعتبارات الإنسانية في بناء المجتمع على أسس وركائز رصينة،
وتحقيق قفزة نوعية في نسب التشغيل للقطاعات الشباب وخفض نسب الأسر والعوائل المتضررة من الأزمات والكوارث التي تمر بها البلاد وتحسين الخدمات المقدمة لهم وتطوير الأحياء السكنية وأحداث تغيير حقيقي في مجمل الإصلاحات المجتمعية،
لكي يتمكن المواطن من مواجهة أي أزمة اجتماعية واقتصادية أو كوارث طبيعية أو نتائج لخروب قائمة، فالحصانة الاجتماعية تجعله أكثر قدرة على المواجهة ومنع الانهيار النفسي وحسن التعامل مع الأزمات والخروج منها وهو اكثر اقتدارًا واملًا بحياة سعيدة ومستقبل زاهر.
والحصانة الاجتماعية اذا ما تحققت أهدافها فإنها ستمكن المجتمع من التعامل الجاد والإيجابي مع جميع الأزمات الاقتصادية والاجتماعية بمرونة شمولية وقدرة على العطاء وتفعيل أدواتها عبر برامج تعليمية ومبادرات مجتمعية تعزز حالة التضامن الإنساني، وهنا يأتي الدعم المادي الذي يشكل أهم أدوات وصور العطاء من خلال تسخير جميع إمكانيات الدولة المالية في تمويل المشاريع التنموية التي تسهم في عملية البناء والإعمار والتقدم والازدهار وتعزيز استقرار المجتمع وتحسين بنيته التحتية، واعتماد استراتيجية شاملة لبناء مجتمعات قوية قادرة على مواجهة الأزمات والوقوف أمامها وتحدي الصعاب التي تمر بها.
تكتسب أهمية عملية التغيير والإصلاح السياسي وبناء المجتمع المنشود عبر العديد من الوسائل والأدوات التي تستخدمها وتعمل على الاستفادة منها الشعوب الحرة وقيادتها السياسية بتسخيرها لخدمة عملية البناء والأعمار وصولاً إلى حالة الارتقاء في تحسين الأوضاع المعيشية العامة للشعب وتحصينه فكريًا وسياسيًا وثقافيًا وبناء الروح الاجتماعية القائمة على اساس التماسك المجتمعي والإخلاص في العمل والإبداع في البناء والتنمية وأحداث التغيير الجذري في طبيعة الحياة نحو الأمل والمستقبل المضئ الذي يحدد المسارات الإستراتيجية في بناء الروح الشعبية وتوسيع مدارات الإبداعات الجماهيرية للوصول إلى الغايات المشتركة التي تجمع أطياف الشعب وتدعم الحصانة المجتمعية نحو التماسك والتعاضد في إعداد أجيال من الشباب الواعي المدرك لحقيقة وأهمية التغيير والإصلاح نحو تحقيق الأهداف والغايات والآمال التي تساهم في تعزيز وحدة البلاد وتقدم الشعوب وإعداد البيئة الصحية للبرامج التنموية والثقافية عبر سياسة واعية أساسها الاعتماد على الإرادة الشعبية والوعي والإدراك الجماهيري والتثقيف الميداني.

















