الناصري يقدّم النحت الحروفي في معرض نون
42 تكويناً جمالياً تخاطب العقل والخيال معاً
بغداد – ياسين ياس
ضيفت قاعة كولبنكيان للفنون ببغداد المعرض الشخصي الثاني عشر للنحت الحروفي للتشكيلي أحمد الناصري المعنون (نون) والذي افتتحه في 13 شباط الجاري المدير العام لدائرة الفنون العامة علي عويد ،و ضم 42 عملا من النحت الحروفي المستوحى من التراث.وعن المعرض قال عويد لـ(الزمان)ان (الفنان أحمد الناصري يعد من أهم الفنانين في مجال النحت ،وهذا المعرض يبرز نتاجه الفنيين من خلال العشرات الأعمال النحتية، التي تتناول الطبيعة بكل تفاصيلها،منها الحياة وبساطة الإنسان في مجال العمل والبيئة والأدوات المستخدمة من فبل العائلة.لذلك نبارك له المعرض).كما اوضح ان (الفنان استطاع أن يوظف الحرف بصورة مختلفة ومغايرة عبر انشاء تكوينات جمالية فنية حروفية معبرة ومنفذة بدقة عالية تخاطب العقل والخيال معا). مؤكدا ان(دائرة الفنون على استعداد لدعم كل الفنانين وهي تستعد لافتتاح مهرجان الواسطي الشهر القادم وأن الفترة الماضية شهدت توجيه الدعوات للعديد من الفنانين التشكيليين العراقيين وأيضا الأجانب من مختلف دول العالم وأيضا فنانين من العالم العربي).
شغف أول
وقال الناصري أن (هذا المعرض ضمَّ تجارب عديدة استخدمَت فيها الخط العربي والذي يمثل بالنسبة لي الشغف الأول) كاشفا أن (اهتماماتي بالخط بدأ منذ الطفولة ليتحول بعد الدراسة والتجربة والممارسة الى مشروع امتزج فيه الخيال بالغرابة)، موضحا أن (الخط العربي يضم بين طياته كافة المدارس الفنية الحديثة من السريالية الى التكعيبية وغيرها من المدارس الفنية وان شغفي بالحرف العربي جسدته باللوحة التشكيلية المعاصرة مع اتعمالمختلف المواد الأولية والخامات التي تدل على جمالية الحرف ).و عن المعرض تحدث الناقد عبد الحميد الصالح قائلا(مكرمدهش تخفيه اعمال احمد الناصري، جميعها منحوتات،رسومات ،تخطيطات مدن،وكل مايجنيه من شلال الخيال الفريد الذي يحركه ذلك المكر الطفولي تحت براءته المصطنعة، تتوالد شياطين المعنى وغرائب الموقف ،أزمة الوجود،الحرية السخرية من الحياة بإعادة تصميمها داخل أفران احمد الناصري،، حروف تتحول إلى مدن وأسماء راقصة،وسط المواقد، طيور تنقر السماء،نساء يستحمن في الحجر،ماشية ترعى على الورق،عالم منفعل ثوري وساخر، الناصري فنان عصامي مختلف يرتكب أفعال خارقة باعصاب نادرة).
واشارالناقد رحيم يوسف ان (يقدم لنا الناصري عبر تجاربه التي لاتنتهي وهو ينتقل بين السطوح إلى المدينة الحروفية، حيث استنطق الحرف بحساسية الملمس وبقية الخامات تشكيليا،حيث يبتكر ليداعب الذوق بجمالية الحرف،يبدو أنه يبحث عن مشروع عربي عالمي غير تقليدي،والانفلات من القواعد المكررة في التموين الكتابي إلى الرمز الحركي،وهو يضع البعد الفلسفي ذهنيا وعمليا للحروف فهي سحر المشاهد بحركاته وروحها الطرية ذات النكهة التعبيرية التي لاحدود لها).
وضمن زوار المعرض النحات نجم القيسي الذي قال لـ(الزمان)( استطاع الناصري ان يقدم تجربة مختلفة عما يقدمه الخطاطين من حيث المزاوجة بين الخط والنحت بشكل ذكي وواعي هذه الأشكال المثيرة تعبر عن خلاصة تجربته الفنية)واضاف(وظف الخط في المجسم بشكل ذكي وأعطى جمالية للخط العربي).
وعن المعرض تحدث رئيس جمعية الخطاطين العراقيين كريم ثابت قائلا(المعرض مزاوجة الخط العربي والخشب على شكل اعمال ايقونية معروفة لدى المتلقي من خلال الحروف، وتصلح ان يستخدم خامات في الطبيعة بدل الخشب،نحاس ،حديد،من خلال النقش في المرمر والسيراميك كونها مقاومة للطبيعة)؛واضاف(هناك مزاوجة جميلة قدمها الناصري بين
الشكل والخط العربي من خلال الرسم والنحت،بحيث استطاع ان يجمع كل الفنون التشكيلية والخامات والحرف العربي في هذا المعرض).