4 مشاهد
المشهد الاول : قبل ان تعم المساكن الحديثة كانت اكثر بيوت الناس عبارة عن خيام وتكون تلك الخيمة بيت مختصر يضم حاجيات الناس من ادوات يستعملها اضافة الى الفراش للجلوس والمنام وقد كانت عادات الغزو والسطو منتشرة في تلك الازمان كما هي الان ويبدو ان احد اللصوص شعر ان واحدة من تلك الخيام لم يكن رجل البيت فيها لعمل اضطره المبيت بعيدا عن اولاده وزوجته فدخل الخيمة لاجل سرقة ما ينفع من حاجيات ذلك الزمان وفـــــتح (شليفة) والذي يعني الوعاء الذي يستعمل في حمل الاغراض وبدأ في وضع بض الاواني في ذلك الشليف وحدثت اصوات ايقضت المرأة من منامها وعرفـــــت ان هناك من يحمل الاغراض وماكان منها الى صاحت على اولادها فلان وفلان استيقضوا ساعـــــدوا خالكم بتحميل الاغراض..
وعندما سمع اللص ذلك الكلام اجاب المرأة والله يحرم علي اخذ شيء يا اختي وترك الخيمة وهو يلوم نفسه على فعلته
المشهد الثاني : كانت في بغداد بيوت بسيطة من الطوب وجذوع الاشجار وابواب عارية وفي ليلة شتائية دخل لصان الى احد البيوت وقد اخذ الجوع منهما مأخذه فبحثوا عن طعام ووجدوا بعض الخبز ومافاض من طبيخ اهل البيت فاكلوا حتى شبعوا ..
خاطب احدهم صاحبه قال يالله توكل بالله خلي نشوف شغلنا وماكان من صاحبه الا ان بصق عليه قائلا الا تخجل الان اكلنا زادهم وملحهم.
المشهد الثالث : احد الحيتان الذين لبس عباءة الدين استحوذ على الجمل وماحمل بعد ان نصبته الظروف وزيرا وعندما تم القاء القبض عليه هدد الاخرين بأنه سيكشف اوراق الجميع فما كان منهم الا ان يسيبوه يخرج الى موطنه الذي سبق ان فر اليه عندما كــــــــان من ابطال المعارضة والمفارقة العجيبة كما سربتها الاخبار ان هذا الوزير اراد شراء نادي كرة قدم انكليزي غير ان النادي رفض البيع له لقناعته ان هذا المال الذي اراد ان يشتري به النادي مسروق.
المشهد الرابع : وظائف عامة ومناصب ادارية ووزارية تباع جهارا نهارا في السوق السوداء لمن يدفع اكثر من اجل شفط ما يمكن شفطه من خلال المنصب او الوظيفة ولايشمل ذلك ضباط الدمج ووزراء الكتل الحديدية ونواب الاغلبية وغير الاغلبية الذين يخجلون من تقاضي عمولات عن الصفقات التي تتم عبر بوابتهم الوطنية.
المشهد الخامس : بعد قيام انقلاب 1968 وفي ضل حكم الحزب القائد انذاك تم القاء القبض على بعض عمال الكهرباء والماء والهاتف وتم تنفيذ حكم الاعدام بهم لانهم تقاضوا رشوة وبالحقيقة انها اكراميات اعتاد الناس على اعطائها لعمال تلك المؤسسات لقلة رواتبهم واعتبارها نوعاً من المساعدة وبعد انتهاء الحرب الايرانية العراقية تحدث صدام في احدى جلساته وقال لماذا يسمون ما يعطى الى الموظف او المسؤول رشوة ولماذا لا يسمونها هدية والهدية باقية هدية الى ايامنا هذه لتشمل 90 بالمئة من جهاز الدولة تمشيا مع المثل القائل انا غنية واحب الهدية).
خالد العاني -بغداد