حدود العراق الطبيعية معرّضة للتجاوز بعد جفاف أهوار محاذية للجوار

قلق يساور مربّي الحيوانات من إستمرار نقص المياه وخبير لـ (الزمان):

حدود العراق الطبيعية معرّضة للتجاوز بعد جفاف أهوار محاذية للجوار

 بغداد – قصي منذر

الناصرية – باسم الركابي

حذر خبير في الشأن المناخي ،من عودة الصراعات المعقدة بين العراق ودول الجوار بعد تلاشي ملامح الحدود الطبيعية نتيجة جفاف الاهوار المحاذية لهذه الدول ، فيما اكد ان استمرار صمت الحكومة عن تقنين حصة العراق المائية سينذر بمشاكل اجتماعية واقتصادية لا يمكن احتوائها. وقال عدنان الطائي لـ (الزمان) امس انه (مثلث الاهوار الذي يمثل الحمار والجبايش وعودة والحويزة ، شهد انحسار كبير في تدفق المياه غير الصحيح من دول المنبع ايران وتركيا وسوريا،حيث اخذت هذه الدول بتقنين حصة العراق المائية واصبح ،هو المتضرر نتيجة تراجع ايرادات نهري دجلة والفرات الذي يتغذى عليهما الاهوار)، واضاف ان (الضرر الذي اصاب الاهوار كبير جدا نتيجة ما يتصل بها من حياة نباتية وحيوانية ، وبالتالي فإن جفاف عددا من الاهوار تسبب بمشكلة مركبة زراعية صناعية،اما الاسماك والطيور فقلت اعدادها نتيجة انحسار المياه وارتفاع نسبة التلوث والملوحة)، واشار الى ان (استمرار صمت الحكومة عن سياسيات تلك الدول دون اجبارها على اطلاق حصة العراق بموجب الاتفاقيات الدولية ،سيؤدي الى خسارة اهوار اخرى واتساع رقعة التصحر ،الامر الذي قد يدفع السكان الذين كانوا يعتمدون على تربية الحيوانات في الاهوار الى الهجرة العكسية ،حيث سيزاحمون اهالي المدينة على اعمالهم)، وتابع ان (هذا الامر سيؤثر ايضا على علاقات الدول في ما بينها ،على اعتبار ان تلاشي الحدود الطبيعية المرسمة بموجب الاهوار والانهر بعد جفافها ،سيجعل الحدود عرضة للتجاوز ويثير توترات وصراعات معقدة تكون مشابهة بما شهدها العراق في ثمانينات القرن الماضي). وضرب الجفاف ،قضاء الجبايش في محافظة ذي قار ، نتيجة قلة الواردات المائية من دول الجوار مما تحول إلى أرض صحراء. وبرغم نداءات الاستغاثة ونذر الخطر التي تهدد بارتفاع الملوحة وجفاف الجبايش ، التي تعد مصنفة ضمن لائحة التراث العالمي لمنظمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة يونسكو. الى انه مياه بدأت بالانحسار وصول الى جفافه بالكامل. ومنذ نحو عام بدت مناسيب المياه في الجبايش بالتراجع نتيجة قلة التدفقات المائية عبر الأنهر والجداول المغذية لها جراء الأزمة المائية التي تعيشها البلاد بعد إصرار كل من الجارتين تركيا وإيران على بناء السدود وحرف مسارات الروافد. في غضون ذلك ،اصدرت وزارة الموارد المائية، توجيهات للمواطنين تخص المياه الجوفية.وقال مدير عام الهيئة العامة للمياه الجوفية في الوزارة باسم خلف مسعود في تصريح امس إنه (يجب التعامل مع المياه الجوفية بحذر، ولا يجب استخدام المياه بشكل جائر، كما لا يمكن استخدام جميع المياه الجوفية)، وأضاف ان (هناك استخدام للخزين الستراتيجي غير المتجدد للمياه الجوفية،حيث تم حفر اكثر من 500 بئر في المناطق التي تشهد جفافا)، واستطرد بالقول ان (عدد الابار المحفورة تصل الى 6 الاف بئر). فيما اكد وزير الزراعة محمد كريم الخفاجي، زيادة أسعار تسلم المحاصيل الزراعية من الفلاحين من مستخدمي الري بالرش.وقال الخفاجي في تصريح امس ان (استخدام التقنيات الحديثة يقلل من أثر النقص الحاصل في الموارد المائية)، وتابع ان (قانون الدعم الطارئ للامن الغذائي وفر مبالغ جيدة لاستيراد المنظومات الحديثة للسقي)، ولفت الى ان (الوزارة تدعم المزارعين المستخدمين لمنظومات الري بالرش بزيادة أسعار تسلم المحاصيل منهم ،ما زاد الانتاج)، مؤكدا أن (استخدام التقنيات الحديثة سواء الري بالتنقيط الثابت أو المطري وفر  40 بالمئة من استهلاك المياه).

مشاركة