المغرب : غلق الحدود أمام وزير سابق

الرباط‭ ‬–‭ ‬عبدالحق‭ ‬بن‭ ‬رحمون‭ ‬

تتوجه‭ ‬الأنظار‭ ‬إلى‭ ‬وزير‭ ‬مغربي‭ ‬سابق،‭ ‬مثير‭ ‬للجدل‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬مساءلته‭ ‬القانونية‭ ‬حول‭ ‬اتهامات‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬المال‭ ‬العام‭.  ‬وقررت‭ ‬السلطات‭ ‬القضائية‭ ‬سحب‭ ‬جواز‭ ‬سفره‭ ‬وإغلاق‭ ‬الحدود‭ ‬في‭ ‬وجهه،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬ملف‭ ‬اختلالات‭ ‬في‭ ‬صفقات‭ ‬التأهيل‭ ‬الحضري‭ ‬لمدينة‭ ‬الفقيه‭ ‬بنصالح‭ ‬،‭ ‬بعد‭ ‬إحالة‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬على‭ ‬أنظار‭ ‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬النباوي‭.‬

وذكرت‭ ‬مصادر‭ ‬أن‭ ‬السلطات‭ ‬الأمنية‭ ‬باشرت‭ ‬التحقيق‭ ‬مع‭ ‬محمد‭ ‬مبديع‭ ‬حول‭ ‬عدة‭ ‬خروقات‭ ‬قاربت‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬كشفت‭ ‬عنها‭ ‬مراسلة‭ ‬سابقة‭ ‬للرئيس‭ ‬الأول‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للحسابات‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬دعت‭ ‬لإتخاذ‭ ‬المتعين‭.   ‬وتوجه‭ ‬اتهامات‭ ‬إبرام‭ ‬وتنفيذ‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الصفقات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتأهيل‭ ‬الحضري‭ ‬لمدينة‭ ‬الفقيه‭ ‬بنصالح،‭ ‬دون‭ ‬مراعاة‭ ‬المقتضيات‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬القوانين‭ ‬والأنظمة،‭ ‬وكلفت‭ ‬الملايير‭ ‬من‭ ‬المال‭ ‬العام‭. ‬وكان‭ ‬تقرير‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للحسابات‭ ‬سجل‭ ‬إبرام‭ ‬صفقة‭ ‬للدراسات‭ ‬غير‭ ‬محددة‭ ‬المبلغ‭ ‬ولا‭ ‬أجل‭ ‬تنفيذها‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬الشركات،‭ ‬والتي‭ ‬مازالت‭ ‬مفتوحة‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬إنجاز‭ ‬الافتحاص،‭ ‬ولم‭ ‬يتم‭ ‬تحديد‭ ‬أجل‭ ‬أو‭ ‬مبلغ‭ ‬إتمام‭ ‬الصفقة‭ ‬في‭ ‬دفتر‭ ‬الشروط‭ ‬الخاصة‭. ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬آخر،‭ ‬ترأس‭ ‬الخميس‭ ‬العاهل‭ ‬المغربي‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬بالقصر‭ ‬الملكي‭ ‬بفاس،‭ ‬مجلسا‭ ‬وزاريا،‭ ‬خصص‭ ‬للمصادقة‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬مشاريع‭ ‬النصوص‭ ‬القانونية،‭ ‬ومجموعة‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الدولية‭ ‬،‭  ‬وتمت‭ ‬المصادقة‭ ‬على‭ ‬قانون‭ ‬يروم‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬مبلغ‭ ‬الدعم‭ ‬العمومي‭ ‬الممنوح‭ ‬للأحزاب،‭ ‬قصد‭ ‬مواكبتها،‭ ‬وتحفيزها‭ ‬على‭ ‬تجديد‭ ‬أساليب‭ ‬عملها،‭ ‬بما‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬الأداء‭ ‬الحزبي‭ ‬ومن‭ ‬جودة‭ ‬التشريعات‭ ‬والسياسات‭ ‬العمومية،‭ ‬مع‭ ‬تخصيص‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬العمومي‭ ‬لفائدة‭ ‬الكفاءات‭ ‬التي‭ ‬توظفها‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التفكير‭ ‬والتحليل‭ ‬والابتكار‭.‬

‭ ‬وبالموازاة‭ ‬مع‭ ‬ذلك،‭ ‬ومع‭ ‬اقتراب‭ ‬موعد‭ ‬انتخابات‭ ‬2021‭ ‬شرعت‭ ‬الأحزاب‭ ‬المغربية‭ ‬الاستعداد‭ ‬للاستحقاقات‭ ‬المقبلة‭ ‬أمام‭ ‬رهان‭ ‬معادلة‭ ‬اختيارات‭ ‬مابين‭ ‬قاعدة‭ ‬الأعيان‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المقاعد‭ ‬أو‭ ‬التضحية‭ ‬في‭ ‬ترشيح‭ ‬الكفاءات‭ ‬لتجاوز‭ ‬أزمة‭ ‬تداعيات‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إفساح‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬كفاءات‭ ‬وطاقات،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الاطار‭ ‬صادق‭ ‬الخميس‭ ‬المجلس‭ ‬الوزاري‭ ‬على‭ ‬أربعة‭ ‬مشاريع‭ ‬قوانين‭ ‬تنظيمية‭ ‬مؤطرة‭ ‬لاستحقاقات‭ ‬2021‭ ‬،‭ ‬تروم‭  ‬تطوير‭ ‬قواعد‭ ‬النظام‭ ‬الانتخابي،‭ ‬وتقوية‭ ‬الضمانات‭ ‬الانتخابية،‭ ‬وضبط‭ ‬قواعد‭ ‬استفادة‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬المالي،‭ ‬وتخليق‭ ‬العمليات‭ ‬الانتخابية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الشفافية‭ ‬المالية‭ ‬للحملات‭ ‬الانتخابية‭ ‬للمرشحين‭. ‬ومن‭ ‬مستجدات‭ ‬هذه‭ ‬القوانين،‭ ‬وهو‭ ‬المتعلق‭ ‬بانتخاب‭ ‬أعضاء‭ ‬مجالس‭ ‬الجماعات‭ ‬الترابية‭ ‬ويهدف‭ ‬بالأساس،‭ ‬لضبط‭ ‬مسطرة‭ ‬الترشح‭ ‬لانتخابات‭ ‬مجالس‭ ‬العمالات‭ ‬والأقاليم،‭ ‬وإقرار‭ ‬آلية‭ ‬لضمان‭ ‬التمثيلية‭ ‬النسوية‭ ‬فيها،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تخصيص‭ ‬ثلث‭ ‬المقاعد‭ ‬للنساء‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجلس‭ ‬عمالة‭ ‬أو‭ ‬إقليم،‭ ‬وكذا‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬المقاعد‭ ‬المخصصة‭ ‬للنساء‭ ‬في‭ ‬المجالس‭ ‬الجماعية‭. ‬كما‭ ‬يهدف‭ ‬لمراجعة‭ ‬عدد‭ ‬الجماعات‭ ‬الخاضعة‭ ‬لنمط‭ ‬الاقتراع‭ ‬باللائحة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬المطلوب‭ ‬لتطبيق‭ ‬نمط‭ ‬الاقتراع‭ ‬المذكور‭ ‬من‭ ‬35‭ ‬ألف‭ ‬إلى‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬نسمة‭.‬

وسيكون‭ ‬الخاسر‭ ‬الاكبر‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬التنظيمي‭ ‬المؤطر‭ ‬لحالة‭ ‬التنافي‭ ‬والجمع‭ ‬بين‭ ‬صفة‭ ‬البرلماني‭ ‬ورئيس‭ ‬جماعة‭ ‬ترابية‭ ‬التي‭ ‬يفوق‭ ‬تعداد‭ ‬سكانها‭ ‬300‭ ‬الف‭ ‬نسمة،‭ ‬هو‭ ‬حزب‭ ‬العدالة‭ ‬والتنمية،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬عمودية‭ ‬12‭ ‬مجلس‭ ‬جماعي‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬13‭ ‬مجلس‭ ‬يقودها‭ ‬حزب‭ ‬العدالة‭ ‬والتنمية‭ ‬الذي‭ ‬يقود‭ ‬الائتلاف‭ ‬الحكومي‭. ‬

وفي‭ ‬موضوع‭ ‬ذي‭ ‬صلة‭ ‬،‭ ‬تستعد‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭  ‬إطلاق‭ ‬حركة‭ ‬تعيينات‭ ‬و‭ ‬تنقيلات‭ ‬واسعة‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬رجال‭ ‬السلطة،‭ ‬استعدادا‭  ‬لتنظيم‭ ‬أطول‭ ‬مسلسل‭ ‬انتخابي‭ ‬سيشهد‭ ‬المغرب‭ ‬نهاية‭ ‬سنة‭ ‬2021‭ . ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الاطار‭ ‬ستعرف‭ ‬المديرية‭ ‬العامة‭ ‬للشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬تعيينات‭ ‬جديدة،‭ ‬وفق‭ ‬الهيكلة‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬حددت‭ ‬بمرسوم،‭ ‬بمهام‭ ‬متعددة‭ ‬وأساسية،‭ ‬نظير‭ ‬تجميع‭ ‬ودراسة‭ ‬المعلومات،‭ ‬وتنسيق‭ ‬عمل‭ ‬كافة‭ ‬المصالح‭ ‬المكلفة‭ ‬بالأمن،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬العام،‭ ‬والسهر‭ ‬على‭ ‬التتبع‭ ‬والتقييم‭ ‬المستمرين‭ ‬للوضعية‭ ‬الأمنية،‭ ‬وتتبع‭ ‬الحقل‭ ‬الديني‭ ‬والسياسي‭ ‬والأنشطة‭ ‬الحزبية‭ ‬والنقابية،‭ ‬وتتبع‭ ‬الوضع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬المؤثر‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬والأمن‭ ‬العموميين،‭ ‬وتأطير‭ ‬العمليات‭ ‬الانتخابية‭ ‬والاستفتاءات،‭ ‬والسهر‭ ‬على‭ ‬التتبع‭ ‬القانوني‭ ‬لوضعية‭ ‬الحريات‭ ‬العامة‭ ‬ولشؤون‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬وتنسيق‭ ‬عمليات‭ ‬محاربة‭ ‬الأنشطة‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬العابرة‭ ‬للحدود،‭ ‬وتلك‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمحاربة‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬ومحاربة‭ ‬المخدرات‭ ‬والتهريب،‭ ‬وتدبير‭ ‬شؤون‭ ‬هيأة‭ ‬رجال‭ ‬السلطة،‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬أعوان‭ ‬السلطة‭.‬

 

مشاركة