المحذوف من فواصل القول برواية بتول -2-
3 هياكل تنظيمية بينها الإشارات
اسماعيل ابراهيم عبد
ناصر كان فأرة كتب .
الزملاء الثلاثة (ص37) عبركريم جسر (سورين) الواقع في نهاية سوق الهنود ، أو سوق المغايز كما يُسمى ، أو سوق النهود كما يســـميه بعض الظرفاء .
كريم (ص41) في فضلة بناء في سوق الهنود ، حيث تقع أجمل مخازن العشار، مركز المدينة ، أُقيم مبنى جديد ، وصار راضي محمود يدير فيه تجارة من نوع آخر .
راضي محمود(ص61)
أين سنية الآن ، وأين بتول ، وأين راضي وفائق بطي وبقية الأصدقاء ، غيم أسود مطبق على أجواء العراق ، ضيّع الملامح البهية للوطن الجميل .
مصائر الأصدقاء (ص81)
قضى جميل أكثر من شهر مختفياً في بيت أقرباء له في العزيزية .
جميل(ص89)
ثلاثة من زملاء بتول في المعهد ، فرنسيان وإيطالية ، أبدوا إستعدادهم لمساعدتها في ترتيب المكان .
زملاء بتول في باريس( ص101)
عندما زحفت الموسيقى … تقدم كريم .. وطلب بتول الى حلبة الرقص فإعتذرت بلطف .. فإنسحب كريم ، وراحت ريم تسألها :
ـ لماذا لاترقصين معه ؟ إنه شاب وسيم ومهذب ، ومعروف في الوسط الثقافي. ـ البيئة مختلفة ياريم ، هذا شيء آخر …
شيء آخر (ص107)
خافت بتول من إستحضار سناء الى ذاكرتها .عقدة سناء (ص110)
تذكر كريم صورة سامية وهو يرى أحذية سنية شبيهة بحذاء سامية .
أناقة (ص133)في معمل البلاستك الذي إلتحق به راضي تعرّف على شاب صغير السن هو مطشر .راضي ومطشر (ص137)لقد عدتَ يا كريم الى وكرك الجميل أيها الشقي ، أين أنتَ؟
ـ من ؟ أختي لميعة ؟مع لميعة (ص157) المنتقيات من المشاهد الآنفة التنصيص هي ضرورات تمثيلية حُصرت هكذا لتبيين الإشتغال الجمالي للمهيمنين الأساسيين ، الراوي والمدونة . يظهر من تلك الخارطة النصية تعلق الكاتب بتجسيد العنوان (فصول ـ بتول)، فقد كانت مساحة الروي محددة بإتجاهين :
الأول القيد الآيدلوجي ، في مضمون الإنتصاف للقوى الثورية الحزبية .
الثاني تجنيس السرد بقيد الراوي والمروية لما يؤلف معادلة /
(الراوي = المؤلف).
القيد الآيدلوجي :
ـ هيمنت إنحيازية الكاتب الى الطبقات الفقيرة والمثقفة والمعارضة اليسارية ، لتملأ مساحة الروي بأكملها تقريباً . وظلت المساحة الفكرية والعاطفية لما يفترض أنه غوص في ضمير ومشاعر بتول ، ظلت محذوفة حقاً ، ولكن ليس بشكل فني إنما بسبب إنحياز آيدلوجي .
ـ التقيد بالفكرة السابقة جسّم القول ليكون سطحياً في الكثير من المشاهد للا أن تجربة الكاتب في الجانب النفسي للمرأة ، قد أنقذ الروي من المباشرة قرينة ضعف الأداء الفني .
القيد التجنيسي :
الإلتزام بالشروط التدوينية لقواعد النحو العربي ، وقوانين البلاغة الشائعة ، وكذلك الإملاء الصحيح ، قد يجعل المشاهد الروائية مستجيبات لتلك الشروط ولكأنها صدى تطبيقي لها ، وهو ما سيجعل الكاتب مقيداً بالإبلاغ الإخباري في الروي وفي التوالي الزمني والحدثي ، مما يعني تحول الكاتب الى ناصح أخلاقي متخلياً عن سعة وحرية التخيل وجماليات الشطحات الإبداعية وخروقاتها للمألوف نحو المطلق التذوقي .. لكن الكاتب إحتال على هذا النهج بالوسائل الآتية /
1ـ جعل الراوي منيباً ـ ضميراًـ عن شخوص الرواية البالغين 16 شخصية ، منهم (3) ليس لهم دور مهم .. هذه الإنابة عوضت عن تنويع الرواة ، كما أنها قرّبت شخوص الرواية من حيوات الناس في فترة التحولات السياسية لستينات وسبعينات القرن العشرين .
2ـ إثارة مواضيع موجعة من تأريخ الحركة السياسية الثورية وإستثمارها وكأنها هي حركة المجتمع بأكمله مما يجعل القارئ يشعر بأهمـــــــية منجــــــــز التغيـــير الذي حصل في المجتمع .
3ـ تنويع الحالات النفسية ، والظروف الإقتصادية ، والطموحات الفردية لكل شخصية ، بما يعطي حيوية للشخوص كأنهم صائغو متونهم في الأقوال والأحداث الروائية .
4ـ محاولة الكاتب الموائمة بين التحولات الشخصية والتحولات الإجتماعية ، والإنشغالات الفنية والأدبية للمثقفين .
5ـ الرصد والتأمل والتحاور الفكري بين قوى متخالفة إجتماعياً وفّر فرصة للمِتعة في معرفة بعض المثقفين والسياسين والصناعيين في مراحل سابقة على زمن كتابة الرواية .
ب ـ جماليات التنظيم /
بنظرنا ، أن جماليات التنظيم رديفة العناصر الدنيا من قوى السرد ، والتي يمكن إجمالها بنوعين من مضفورات السرد هما الهياكل والإستعارات .
الهياكل : للهيكل السردي أعمدة تتنوع بحسب الإستعمال والشيوع ، وهي في هذه الرواية ثلاث / [هيكل تنظيم دلالة ، هيكل تنظيم أحداث ، هيكل تنظيم الإشارات .
وهذه الهياكل تنتمي الى بؤر الفعل القصصي ] ( ) .
نرى أن /
هيكل تنظيم الدلالة /هو نظام العنونات الفرعية في الرواية وعددها 34 عنواناً . هيكل تنظيم الأحداث / هو الهيمنة التي كونها الراوي العليم الذي خصص مدونته لبتول دون الشخوص الآخرين . هيكل تنظيم الإشارات / تضمنه مضفور الخطاب من حيث المعاني الظاهرة والمضمرة والآيدلوجية حصراً .
الإستعارات : هي خمس عشرة إستعارة مثّلت قيم التخالف والإفتراق والتقابل . وهي /
السلطة / بمقابل ومخالفة وإفتراق / قيم بتول .
السلطة / بمقابل ومخالفة وموائمة / قيم سنية .
الأصدقاء / بمقابل ومخالفة ومؤالفة / المصائر .
الأصدقاء / بمقابل ومخالفة ومؤالفة /النظم الإجتماعية .
قوى العمل / بمقابل ومخالفة ومؤالفة / قوى رأس المال .
قوى العمل / بمقابل ومخالفة ومؤالفة / المعارضة .
الكلمات المشطوبة / بمقابل ومخالفة ومؤالفة /الحب بين بتول وكريم .
بغداد / بمقابل ومخالفة ومؤالفة / باريس .
لولو آرت / بمقابل ومخالفة ومؤالفة / الثقافة والفنون في العراق .
الثورة / بمقابل ومخالفة ومؤالفة / الإنحراف .
سناء / بمقابل ومخالفة ومؤالفة / مصير الزواج والخطوبة .
مطشر / بمقابل ومخالفة ومؤالفة / راضي محمود .
خواطر سنية / بمقابل ومخالفة ومؤالفة / أحلام بتول .
قرارات الإخلاء / بمقابل ومخالفة ومؤالفة / مصائر العزاب .
فراسة كريم السياسية / بمقابل ومخالفة ومؤالفة / تمنيات أخته لميعة .
رابعا : منوال الخرق المحذوف
أن الجمع بين المكتوب مع تأويلات المحتمل كتابته سيكون تأويلاً غير محكوم
بإشتراطات مسبقة .
ولأن عنوان الرواية (فصول محذوفة) فأن ذلك سيحيد بنا عن الفهم السطحي للمظهرات والمضمرات الكتابية للرواية نحو قرارات من لدنّا تجعل المحذوف ثقافة تقوم على حقائق من وضع تجربتنا الشخصية . على وفق ذلك سنعطي للمحذوف الفرائض الآتية /
1ـ أن الفصول المحذوفة هي الأهداف الفنية للرواية التي تمَّ إخفاؤها في السياقات الخطية للتدوين .
2ـ أن الرواية تسجيل للمحذوفات التي لولا الرواية لضـــــاعت جميعها .
3ـ أن المحذوف هو مصير الخلاف بين القوى الوطنية (الأحزاب) في الفترة التي تلت عام 1975.
4ـ المحذوف هو الأعمار والمصائر المفتوحة على جميع الإحتمالات بما فيها ، الموت أو السعادة .
5 ـ المحذوف هو قضية تتلخص بالكلمات المشطوبة المشار إليها في ص19 .
6ـ الإحتمال الذي نرشحه هو /
ـ أن الحذف لعبة إسلوبية لتخمين الأحداث التي أومأ إليها الروائي ضمن الإستعارات المتخالفة .
ـ أن الحذف هو مضمر الكلمات الأخيرة في الرواية والتي طرفها الأخير كلمة ((لاتتصل)) .
ـ المحذوف هو الهم الثقافي الذي يحمله المثقف ويحذفه المجتمع كمفارقة ليس لها أطراف مسؤولة ، لا فنية ولا أخلاقية .
الهوامش
الصكار ، رواية فصول محذوفة من رواية بتول ، 2009 ، ص7 ، ص8 ، منشورات الجمل ، المانيا
الصكار ، رواية فصول محذوفة من راية بتول ، 2009 ، ص67 ، ص68
الصكار ، رواية فصول محذوفة من رواية بتول ، 2009 ، ص102 ، ص103
الصكار ، رواية فصول محذوفة من رواية بتول ، 2009 ، ص21
الصكار ، رواية فصول محذوفة من رواية بتول ، 2009 ، ص33
الصكار ، رواية فصول محذوفة من رواية بتول ، 2009 ، ص33
الصكار ، رواية فصول محذوفة من رواية بتول ، 2009 ، ص33
الصكار ، رواية فصول محذوفة من رواية بتول ، 2009 ، ص35
قاسم ، بناء الرواية ، 2004 ، ص183 ، مكتبة الأسرة ، القاهرة
عبد ، القصص نصيات تداولية ، 2012 ، ص21
الرملي ، رواية حدائق الرئيس ، ط2 ، 2012 ، ص 17 ، دار ثقافة للنشر والتوزيع ، بيروت
تشومسكي ، آفاق جديدة في دراسة اللغة والعقل ، 2009 ، دار الحوار للنشر والتوزيع ، سوريا ، ص33
الرملي ، رواية حدائق الرئيس ، ط2 ، 2012 ، ص164