اذا تلف الملح فبيش انملح ؟ – محمد مجيد الدليمي

في المجتمع العراقي ايام زمان قصص وحكايا وامثال شعبية معبرة عن مفردات الحياة ، نجد فيها العبرة والحكمة والمتعة  في قراءتها ومن بين هذه القصص  ، قصة قديمة لها بعد اجتماعي كبير ، تضمنت  لغزا  و رمزية عن مادة الملح ، حيث يعد الملح قديما سر الحياة . و يحمل اسمه  دلالات ومعاني اجتماعية وقيمية ، مازال الناس حتى اليوم يذكرون في احاديثهم قصص وامثال شعبية قديمة عن الملح و وذلك  لاهميته و دوره المهم في الحياة  مثل تطييب الطعام وحفظه من التعفن او التلف، قرأنا هذه القصة المعبرة ضمن مقالة تراثية وعلمية عن الملح للكاتب الباحث الدكتور منير الحبوبي ،  وقد حملت في طياتها دلالات واشارات كأنها تحاكي الواقع الحالي الصعب الذي نعيشه اليوم المبتلى بتراجع القيم والاخلاق واختلال موازين الحياة المستقيمة لدى البعض من الناس .

مفاد القصة كما يرويها الكاتب الحبوبي قائلآ : يحكى ان رجلا يسكن مع زوجته بدار ملاصقة لجاره الذي هو شيخ المحلة وهذا الشيخ هو اعرف وافضل واكرم انسان كما معروف عنه ، فهذا الرجل الجار للشيخ قبل ان يترك بيته ويسافر لعدة ايام من اجل العمل ، زار الشيخ وطلب منه حماية اهله وزوجته التي هي جارتهم وكما معروف عندنا بما يسمى بـ (حق الجورة) ..فسافر ولما صارت الدنيا ليلا راودت الشيخ غريزته العمياء الشيطانية بالخلو بزوجة جاره فاتى لها وطرق الباب عليها وتعجبت هذه المرأة من طلبه المشين .

فقالت له : ياشيخ لي عندك لغز ان استطعت حله حللت عليك وستبغي ماتريد …

فقال لها وما هذا اللغز … فقالت له :

اذا تلف الملح فبيش انملح ! ؟ فصفن الشيخ كثيراً ولم يعرف جواب هذه  الحزورة فذهب الى شخص ايام زمان كان يسمى بـ العرافه وهو قادر على حل اي لغز فساله الشيخ عن تفسير وجواب هذا اللغز ..فقال له العراف : بهذا المثل يراد ان يقال انه اذا سيد القوم كان انسانا فاسقا ونذلا فمن سيحمي ويدير اهله وعرضه وابناء قريته او محلته . فانصعق الشيخ من هذا التفسير ورجع الى بيته وافتهم سر ومعنى اللغز الذي ذكرته جارته .

مشاركة