زمن النهوض آت – جاسم مراد
سنين الغضب ، هي رواية مفعمة بحقائق الزمن العراقي ، كان همام واحدا من مناضلي حركة القوميين العرب ، حمل معه كل هموم الوطن ، وانتقل من مرحلة الى اخرى محتفظا بمدئية الانتماء ، وشعور الحلم الات لوطن اوجعته الحروب ، وقست على شعبه الانتقالات العبثية لحروب لم يكن يريدها ، ولا يدري الى اين ستكون مألاتها . كان همام مثله مثل كل البغداديين يتحفز صباحا الى محطة الباصات في باب المعظم ، التي كانت تسمى مصلحة نقل الركاب في منطقة (الكلجية ) او ساحة الميدان والكلجية هو الاسم التركي لها وتعني ( تل الجماجم ) لكثرة ماسقط فيها من القتلى خلال الصراع العثماني الفارسي على احتلال بغداد . وينتقل همام بين المراحل ولكل مرحلة فيها ، هناك من الناس الطيبين والخير ين مثل الصحفي حمدان الذي اوقعه الدهر بين اسنان ليلى تلك الشابة الهادئة البسيطة التي لاتمتلك سوى جمالها الذي اوقع بحبها حمدان ومن ثم بعدما اعطاها كل شيء حتى مايملكه من ارث اهله ، بعدذلك تحولت الى امرأة لعوب كان همها ان تأخذ كل شيء وتغادر منطقة حمدان الذي فقد الاولاد الثلاث بنت وولدان ، وظل تائها بين الحانات وازقة الميدان الضيقة . ظل همام يفكر بضرورات التحولات وتحقيق الاهداف التي امن بها كقروي من المشحنيىة التابعة لقضاء الفلوجة ، وما إن بدأت الحرب العراقية الايرانية حتى وجد حمدان نفسه وسط هذه الحرب التي لانسجم مع قناعاته وليست هي من بين اهدافه التي كان يناضل من اجلها ، لكنها الحرب التي جرفت معها الاخضر واليابس ، ولم يكن بد من ان يشارك فيها مثله مثل الاخرين . ولما كان الاجتياح للعراق ، لم يكن همام بعيدا عن استنهاض الهمة وجمع الرفاق من عناصر وانصار حركة القوميين العرب وتشكيل مجموعات لمحاربة جبهتين في ان واحد المحتلين بغية طردهم من الاراضي والمدن العراقية والارهاب الذي شكل الصفحة الثانية لغزو المدن والقرى . كانت تشكيلات المقاتلين الذين تحت امرة همام يوقعون خسائر كبيرة في صفوف المحتلين والارهابيين ، وفي تلك الظروف الصعبة كان الارهاب باسم القاعدة وغيرها من المنظمات الاخرى يتحينون الفرص للإيقاع بمجموعات القوميين التي يقودها همام ، لكونها اول منظمة قتالية تصدت للارهاب والمحتلين معا ، وبسبب ضعف الامكانيات المادية وقساوة الارهابيين في قتل اقارب المقاتلين بمافيهم المناضلة بدريه تلك المرأة القروية التي اوت المقاتلين في بيتها بعد تنفيذ عملية بطولية رائعة ، إلا إن الارهابيين فجرو بيتها عليها وعلى اولادها الثلاث واستشهدوا جميعا . بعد وصول الخبر الى قيادة المقاومين قرروا ملاحقة الارهابيين وتنفيذ حكم الثوار بهم ، هذا الكفاح البطولي لم يأخذ حصته في الاعلام ، والكل تعامل على محاصرة الثوار كونهم لاينتمون الى أي جهة دعم سوى ايمانهم بمبادئهم وصدق دفاعهم عن الوطن . في هذه المرحلة الحساسة العصيبة من تاريخ العراق ، كثر الانتهازيون والوصوليون ، وكان الكثير من دعاة الدفاع عن العراق يبحثون عن المال حتى في سوق النخاسة ، فيما بدأت المجموعات التي يقودها همام تتراجع لاسباب عدة منها ضعف الامكانات المادية وقلة التسليح ، وبعظها بسبب التهديد والقتل لاهالي واقارب المقاتلين في الرمادي والفلوجة والعديد من المناطق الاخرى . وبالرغم قساوة الظروف وقلة الحاجة ، ظل همام وبعض من رفاقة يناضلون باسم الجبهة الشعبية لتحرير العراق ، وقد شكل بعد ذلك الصحوات المقاتلة التي لاحقت الارهاب في كافة مواقع تواجده في المنطقة الغربية والمناطق الممتدة بين الرمادي وكربلاء وفي العديد من المواقع . همام لازال يمسك بالمباديء والسلاح كي لاتعود الفرقة بين العراقيين ، ولكي لايكون المحتل هو المتحكم بالقرار ، وهمه أن يدرك الجميع بدون خيمة العراق واستقلال الوطن وتحقيق العدالة للجميع والمواطنة كحاكمية للنظام والقانون فلا قيمة لأي عمل . وسيبقى زمن النهوض ات للعراق ولكل المؤمنين بوطن عزيز قوي مستقل أمن متطور .