
مشاعر جيّاشة فوجئت بفتور الإستقبال
250 من الخريجين الأوائل يزورون جامعة السليمانية
السليمانية – باسل الخطيب
ما أن تجاوزوا منطقة طاسلوجة وبانت لهم مدينة السليمانية، حتى تداعت إلى أذهانهم ذكريات أيام الدراسة الجميلة في جامعة مدينة قرابين الحرية وزهرة الاقحوان، وراح كلٌّ منهم يروي لصاحبه بعضاً من تلك اللحظات.
ما أحلى الرجوع إليها
ورويداً رويداً دخلوا المدينة التي تغيرت كثيراً عمّا كانت عليه في سبعينيات القرن الماضي، فانبهروا بحجم التطور العمراني الذي طالها. وهكذا التأم شمل 250 من خريجي جامعة السليمانية خلال المدة من 1972- 1981، الذين وفدوا من شتى بقاع العالم ومحافظات العراق، إذ جاء بعضهم من أمريكا، كنداً، ألمانيا، السويد، الدنمارك، بريطانيا، نيوزيلندا، المغرب، تونس، الإمارات، الأردن، فلسطين وغيرها، بهدف اللقاء وزيارة جامعتهم التي تأسست عام 1968، وفاء لها وعرفاناً لمن علموهم وكانوا قدوة لهم، كما للمدينة التي احتضنتهم وغمرهم أهلها بكرمهم وحسن ضيافتهم.
وبدأت فكرة التجمع واللقاء، من رغبة ملحة أبدها بعضهم للقاء أصحابه زمن الدراسة الجامعية، وتبلورت عبر الفضاء الالكتروني، لتجد قبولاً واستحساناً من كثيرين، فكان الاتفاق على اللقاء، ليتكرر ويكون لقاء العام الحالي الرابع من نوعه الذي يجمعهم.
وجود ترميمات
وعلى غير المتوقع، أرجأت جامعة السليمانية زيارة الوفد إلى مقرها القديم (وسط مركز المدينة)، الأربعاء 22/10/2025، بداعي وجود ترميمات، ما اضطر الوفد زيارة جامعة كومار للعلوم والتكنولوجيا، التي تأسست عام 2009، وشقت طريقها بثقة لتكون ضمن صفوة الجامعات الكردستانية الرصينة.
وقد رحب بالوفد فيها مساعد رئيس الجامعة البروفيسور كاوس عزيز فرج، نيابة عن رئيسها البروفيسور صلاح الدين سعيد علي، الذي حال انشغاله بوفاة أحد أقاربه دون التواجد والقيام بواجب ضيافة الوفد. وقد نالت مرافق الجامعة من صفوف ومختبرات وقاعات وأبنية وملاعب ونوادي وأقسام داخلية، استحسان الوفد وإعجابهم.
وفي اليوم التالي كان اللقاء المرتقب في مقر المبنى القديم لجامعة السليمانية، حيث غصت قاعة احتفالاتها لا بأعضاء الوفد حسب، بل وبالمئات من أقرانهم الكرد، فضلاً عن مجموعة من العمداء والأساتذة الرواد وعلى رأسهم د. نوري الطالباني، الذي تجشم عناء المجيء من أربيل لحضور اللقاء برغم وضعه الصحي، ود. علي العسكري، ود. سيروان عبد القادر كركوكي، وغيرهم. وشهد اللقاء، الذي حضر جانباً منه رئيس الجامعة د. كوسار محمد علي، العديد من الكلمات الترحيبية، وتوزيع دروع تذكارية على مجموعة من الخريجين والأساتذة الرواد، كما بادر رئيس كلية الأمل الجامعة للعلوم الطبية التخصصية (في كربلاء) البروفيسور مفيد جليل عوض، وهو من خريجي كلية العلوم جامعة السليمانية، بتقديم هدايا تذكارية لرئيس جامعة السليمانية ومجموعة من الخريجين الرواد بينهم إبراهيم النداوي. وبرغم حرارة مشاعر أعضاء الوفد، من الكفاءات العلمية المتقدمة المقيمة في بلدان مختلفة، وتوقهم لتقديم خبراتهم، وتوقهم لتقديم خدماتهم وخبراتهم، إلا أن جامعة السليمانية لم تفكر باستثمار تلك الطاقات والخبرات العريضة في بحث مجالات التعاون أو الاستفادة منهم. كما يؤخذ على الجامعة استقبالها الفاتر لهذه المبادرة، بل حتى أنها لم تفكر بتنظيم جولة للوفد في ربوع مقرها القديم ناهيكم عن الجديد (على طريق كركوك)، بحجة ضيق الوقت وارتباطات رئيس الجامعة، ما أثار استياء غالبية أعضاء الوفد واستغرابهم، لاسيما أنهم لم يكلفوا الجامعة أي مصاريف أو نفقات، حتى أنهم هم من تحملوا نفقات الدروع التذكارية التي قدمت بالمناسبة.
مبادرة تحتذى
بكل الأحوال جاء خريجو جامعة السليمانية للمدة 1972- 1981 بنوايا خالصة، مجسدين الإخوة العربية الكردية وحبهم لوطنهم وجامعتهم بأبهى صورة، مؤكدين تلاحم العراقيين. وهي مبادرة تستحق الثناء والإشادة وأن تكون قدوة لخريجي باقي الجامعات.



















