قادمون يا نينوى

كاظم عبد الله العبودي

الى المقاتل الذي يخط النصر الآن بدمه الغالي الذي أرخصه للعراق العزيز

أقدم فدىً , أقدم ندىً, أقدم وعودا

واضرب فما إعتادت يمينك أن تحيدا

أقدم , فما أحجمت لكن طالما

ندري متى أقدمت أنك لن تعودا

 إلا يوشح صدرك النصرُ الذي

كم وشحت كفّاك منهُ اليوم جيدا

كم أنطق القلم القصيدُ تحية

لك ,واعترافاً أنطق القلمُ القصيدا

ما سطّر الشعرُ الملاحم, بل سطرت لهُ

بما نقشت ملاحمك الخلودا

فأعصف , سحائبك التي حتى بعزِّ

الصيف تطلق من جوانبها رعودا

إن لاذ غيرك بالحديد فأنما

هو نبض قلبك من تجير بهِ الحديدا

 أنت الذي هدر الوعيد وأنت من

أزرى بموج البحر إن هدر الوعيدا ‘

إنشر لواءك للسماء يبثها

برقاً, فقد نشر الظلام لهُ بنودا

وعلى السهول , على الهضاب, على الذرى

 سيرفٌ بندك عالياً أبداً وحيدا

صاغت ملاحمك (العراق) وصاغ من

شغف ملامحك العراقُ لهُ حدودا

“جيش البطولة” إن دعتك سبيةٌ

قطعت بأسمكَ عن معاصمها القيودا

“حشد الأباة” وكم رأيتك ترتقي

ماسارعت منكَ الخطى إلا صعودا

فلأنتما سيفٌ توحّدَ نصلهُ

وبشعبتيه يخطُ تاريخاً جديدا

من (بدر) حتى (النهروان) أبادها

ظلل الظلام , وها يقارعها مبيدا

هذا أوانك حين قصّت (نينوى)

لكَ من ضفائر غيدها شقراً وسودا

ولقد عرفتك حيث تهتف حرّة

فزعاً تلوذ بمن تعوّدَ أن يذودا

فيردّ نبضك مرعداً من نخوةِ

قبل إجتياحك صوبها بحراً وبيدا

ولقد عرفتُك عند نصرك شاهداً

ومكللاً بالغار منتصراً شهيدا

حوّل شغافك سرفة ليقودها

للحرب قلبُكَ إذ أبى ألاّ يقودا

قد تنثني عند النزال فيالق

 إلاك إن أقدمت مقتحماً عنيدا

بك تنتخي , بك تتقي, بك تعتلي

 شهباً ذرى (الحدباء) تنثرها ورودا

قوّمت ما أحنتهُ حين توهمت

أنّ الضباع بليلها كانت أسودا

إني أراك تزفّها ليحيطها

حضنُ العراق فيستفز بها حسودا  وتقر عين العاشقين ثراهُ حين

تراكَ أوّلهم قريباً أم بعيدا

لمّا أنتختك رباهُ :- “هل من ناصر”

اقبلت لم تتركهُ في ساح فريدا

 وسقيت ظمآى لوّحت لكَ نجدةَ

هي والرضيع نداك إيثاراً وجودا

وهزمت ملتثماً تقنع بالردى

وجعلت ما زرع الدجى مرّاً حصيدا

فإرجم , فكل قذيفة أطلقتها

رجمت على كفيك شيطاناً مريدا بشّر (ثمود) فأنت صاعقةُ العذاب

الهون إذ قلعت على عجـل ثمودا

هذي ديارك أنتَ ربيعها

فأزح بشمسك عن مرابعها الجليدا

إسجــد , فأنّ الأرض مذ فارقتها

تشتاق لثم جباهكم غرّاً وصيدا

علّم جميع غزاتها أن الثرى

إن نازلوه يقف بصــــــــدرهم حشودا

لو هدّمت سفهاً مواطنها يدٌ

تأبى ذراعك أنت إلا أن تشيدا

 لو خيّرت عمداً مضائف غيرنا

إلاك لن تختار خيمتنا عمودا

حاشية :- بدأت كتابة القصيدة مع بدء دخول قواتنا البطلة للساحل الايسر من (الموصل) لتحريرها من قبضة إرهابيي داعش المجرمين , وأكملتها وأنا اشاهد تقدم أسودنا وصقورنا في حي (الدواسة) يوم 6/3/2017 م لأتمام التحرير بعون الله تعالى..

مشاركة