كلام مسموع
حسن النواب
حال إعلان نتائج مسابقة المكتبة الأدبية أثار إستغرابنا أن بعض الفائزين لم نسمع بهم من قبل ؛ وعندما بحثنا عنهم في موقع غوغل ، لم نعثر على أي أثر لإسمائهم أو ثمةقصائد فصيحة كتبتها أقلامهم أو مايشير الى إنهم قرضوا شعراً من قبل ؛ ولا ندري من أين جاء هؤلاء الشعراء الغامضون فجأة ! ومنحتهم لجنة التحكيم تلك الجوائز السخيّة؟!!خاصة أن هذه المسابقة تعد الأضخم بتأريخ المسابقات الشعرية في البلاد ، إذ تبلغ قيمة جوائزها 200 مليون دينار ، ماتعادل راتب ألف مقاتل بالحشد الشعبي ؛ وليس منالمعقول أن يُترك مصير جوائزها بيد لجنة تحكيم مؤلفة من خمسة أشخاص فقط ؛ على بعضهم أكثر من علامة إستفهام ، يمكن الرجوع الى موقع الجائزة على صفحة فيس بوك ،لتقرأوا سخط القراء على لجنة التحكيم وإرتيابهم من بعض نتائجها المبهمة ؛ كان يمكن أن تمر الأسماء الفائزة دون إحتجاج لولا وجود ثُلة من الشعراء المجهولين بينهم ! والذينلم يسمع بإسمائهم الوسط الثقافي مطلقا وليست هناك حتى قصيدة واحدة بأقلامهم على مواقع النت ، إلاّ اللّهم وحيِّ الشعر هبط عليهم في هذه المسابقة فقط ! كما أن اللجنةوعدت الجميع بنشر المعايير التي إعتمدتها بإختيار القصائد الفائزة ؛ لكنها أحجمت عن ذلك فيما بعد؟! وإكتفت بتنويه غير مقنع ألبته حين كتبت : « تتحمل اللجنة التحكيميةالمسؤولية الكاملة عن نتائج المسابقة ولا دخل لإدارة المكتبة الأدبية فيها « ؛ ولا ندري كيف للجهة التي ترعى الجائزة تتبرأ من نتائج المسابقة ؟! ولذا نقترح التريث بتوزيع الجوائز؛وعرض القصائد المشاركة على لجنة تحكيم محايدة ، حتى تدحض اللجنة المشرفة جميع الشكوك التي أحاطت بلجنة التحكيم ، وتكون الجوائز قد ذهبت الى من يستحقها حقاً .من المؤلم جداً ؛ أن نرى الفساد يتوغّل وينتعش في مفصل خطير يدعى الثقافة ؟ وأين ؟ في النجف الأشرف ! هذه مغانم مبهمة ؛ نتمنى من المراجع العليا متابعة ماحدث حتىتكون على بيّنة منها ؛ أيها القراء الأعزاء ؛ إسمحوا لي بنشر قصيدة إشترك بها أحد الشعراء في هذه المسابقة ، غير أن لجنة التحكيم المؤلفة من ناقد وأربعة شعراء ؛ لم يلتفتواإليها ، أضعها أمامكم ، لتحكموا عليها ، وهل كانت تستحق هذا الإهمال والغبن من قبل لجنة التحكيم ؛ أم إنهم عمدوا على إبعادها عن المنافسة لأسباب شخصية ؟ وتجاهلواصورها المدهشة وبنائها الشعري المتجدد وخطابها الوطني الشامل ، إذ لا يمكن لقارىء منصف ونزيه يتمتع بذائقة شعرية حساسة أن يظلمها بهذه الطريقة الجائرة .
شهيدٌ سومري
( من فتوى آيتنا العظمى راياتٍ جئنا للحربِ
شيباً وشباباً فتياناً أفواجاً للحشد الشعبي )
***
إذا خــبتْ نجمــةٌ وغــــــرّدَ العنـدليبُ
فقلْ : شهيداً هوى وغاب عنّا حبيبُ
***
هَدِلَ الغمامُ لنعشهِ
هَدَلَ اليمــــــــامُ لنزفهِ
وغفا الرصاص بجرحهِ
حتى الجبال لصمتهِ
صارت أسيرة صبرهِ
***
أَ دمٌ يطرّزُ نحره أم روض وردٍ أحـمـرِ
طيبٌ يفوح بقبرهِ أم عطر ماء كوثـــري
دمعٌ يضيء جبينه أم نور فجرٍ حيدري
حنّاءُ خضّبَ داره هذا شهيدٌ سومــري
***
كــانتْ مــلائــكــةٌ تــرفرفُ حـــولــهُ
في موكبٍ سمعتْ حشودٌ صوتهُ :
لهم المهالكُ والزؤانُ
ولي المنازلُ والجنانُ
***
جسدي تشظّى أنجماً ذا مغنــمي
يازوجـــتــي لا تــــنحــــبي تتألـــــمي
يا أمّ روحــــي زغـــــردي وتـبسّمــــي
صدحتْ تسابيح الشهادة من دمي
***
يا إلهـــي ياحــبيبــــي يانــــبيُّ ياولــيُّ ياعــــليْ
نينوى تكريت بغداد رماديْ كربلا أرض الغريْ
شيعتني بشموعٍ ودعاءٍ ضــــوعه آسٍ نـــــديْ
***
ظلّتْ خطاك على السواتر مشعلا
وهدير صوتك للغيارى منهلا
***
حورٌ تغازلني وتدعوني الى عشٍّ رغيدْ
يا للفتى بدراً نرى بضياء وجهك يا شهيدْ
من أين جئت بنورك الأخّاذ يا طيراً سعيدْ ؟
***
من قبابٍ وجبالٍ وسيوفٍ من لُجينِ
وسهـولٍ ونخـيلٍ بضفافِ الـــــرافـــدينِ
شعَّ مجدٌ في العراقِ لسماءِ المشرقينِ
بحضاراتٍ تجلّى منذ آلاف السنينِ
سومريٌ خطّهُ نوراً على ألواح طينِ
من بلادٍ أرضها زيتٌ وتبرُ
وأناسٍ روحهمُ حبٌّ وكبرُ
عربيٌّ ومسيحيٌّ وكورْدٌ تركمانٌ صابئيٌّ لِنُنادِ
ياربوعاً سكنتها كلُّ اطيافِ العبادِ
إنهُّ موطنُ خيرٍ إنها أرضُ السوادِ
***
أقسمتُ بالوطن الجريح لمرتينِ
روحي دمي ياقرّة العينِ
قربان عشقٍ للعراقِ وتربة الحسينِ .
* القصيدة تنويع على بحور مختلفة ومحاولة لتجديد شكل القصيدة العمودية .